لا يختلف أحد على أهمية الإعلام كشريك استراتيجي في التنمية وفي مواجهة التحديات ومواكبة التطلعات ويعد الإعلام في المملكة بمختلف أجهزته ووسائله منظومة متكاملة تحكمها خطط متطورة وقد سار الإعلام السعودي مؤخراً بتميز شاقاً طريقاً من التحديات والتنافس ليكون معززاً ومساعداً للدولة مع الأجهزة الأخرى في تحقيق تطلعات القيادة وأهدافها الاستراتيجية لرسم صورة المملكة في كل الميادين .ومع ثورة التحديات والفتن التي تتعرض لها المملكة والتي تأتي من خارج الحدود عبر الحاقدين على هذا البلد المعطاء يظل الإعلام إدارة دفاع فاعلة ووسيلة هامة جداً للرد على من يحيك المؤامرات في الخارج أو يشن حملات إعلامية لتشويه صورة المملكة ..لذا يقتضي الأمر الرد وفق سياسات إعلامية مفترضة خصوصاً في الوقت الراهن، فلا بد من التركيز على توظيف السياسات الخارجية للإعلام لمواجهة مد الفتن الذي ينتشر في الخارج ولا بد من توعية السعوديين الذي يحملون هوية الوطن أن يكونوا سفراء للإعلام في الخارج سواء كانوا مسؤولين في الخارج أو إعلاميين أو مبتعثين أو زائرين لنقل الصورة المثلى للمملكة في كل الدول الخارجية للقيام بدور إعلامي في الرد على الافتراءات والفتن بلغة راقية إعلامية وبطريقة موضوعية تؤكد جوهر الإنسان السعودي وتعامله مع مثل هذه التحديات .ونأمل من وزارة الخارجية ممثلة في السفارات والملحقيات الثقافية ووزارة التعليم من خلال المبتعثين أن تركزا على رسائل توعوية متواصلة للطلاب والرعايا في الخارج مع أهمية وضع سياسات استراتيجية لذلك وأن تعقد الاجتماعات لذلك وأن تتطور آليات عمل وأهداف المجالس الطلابية والأندية التي تجمع عدداً من الطلاب والطالبات السعوديات في الخارج وأن يكونوا سفراء حقيقيين لبلادهم وأن يوصلوا للعالم رسائل مباشرة ومختلفة للسعودية وشعبها وحضورها ومكانتها لتتواءم مع الكفة الراجحة في ميزان السياسة السعودية الخارجية .ومن المهم جداً أن تتابع الملحقيات الثقافية في الخارج وأيضاً الجهات المسؤولة والباحثون والجهات المتخصصة في السفارات ما يُكتب وينقل ويدار في الخفاء عن السعودية سواء من خلال وسائل الإعلام أو المؤلفات التي تصدر أو غيرها للرد عليها وعلى الإعلاميين السعوديين الذين يناط بهم الأمل من محللين سياسيين أن يكونوا درعاً للوطن على طاولات الفضائيات ضد أي هجمة اعلامية أو فتنة ضمنية تدار بلعبة الإعلام الخارجي الحاقد من بعض الدول على المملكة ليكونوا مدافعين عن بلادهم عبر منصات الإعلام الفضائي وعلى المؤسسات الحقوقية السعودية أن ترصد كل ما يدار وينقل بالخطأ في وسائل الإعلام الغربية عن المملكة للرد عليها عبر القنوات المتخصصة .نحن أمام حرب إعلامية شرسة تأتي من خارج الحدود فلا بد من تقوية الجبهة الإعلامية الخارجية مع جبهة الإعلام الداخلية لنكون درعاً ضد البغاة عبر بوابة الإعلام متضامنين مع الجهات الأخرى التي تدافع عن الوطن ومقدراته. sbt@altayar.info
مشاركة :