شباب وفتيات انقلبت موازين الطموح والكفاح لديهم وتحولت إلى إحباط، مستقبل وظيفي مجهول، وضوابط جديدة لقبول المنتسبين من الخريجين في الوظائف التعليمية، أعلنتها وزارة التعليم منها الحصول على دبلوم تربوي بعد البكالوريوس بالانتظام، وألا تتجاوز مرتبة المتقدم الموظف المرتبة الخامسة، وأولوية المفاضلة للمنتظمين، وعبر عنها الخريجون أنها مخيبة للآمال وساهمت في تهميش الانتساب بصورة أكبر، وأدلى كل منهم بدلوه من خلال حسابات عدة في مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل يدعونا إلى أن نتساءل: ما هي الأسس العلمية والمقاييس أو المخرجات التي قاستها الوزارة للحكم على الطلاب المنتسبين؟ وعلى ماذا اعتمدت؟ وهل هناك مقارنة تنبئ عن خلل ما دعا الوزارة لأن ترجح كفة الطالب المنتظم؟ دخول المفاضلة وذكر بدر الحبردي - طالب انتساب في جامعة الملك عبد العزيز بجدة - أنّ إعلان الشروط وقع كالصاعقة على الطلاب والطالبات، وخاصة الشرط الأول وهو الأولوية، معتبراً أنّ ما يخص الدبلوم التربوي فقد يكون هذا الشرط مقبولاً للطلاب غير التربويين، مضيفاً: "عندما أردنا الدخول في المفاضلة التي تليها عقد اجتماع من نتائجه تأجيل قبول الطلاب إلى العام الذي يليه، فقابلنا وزير الخدمة المدنية ووعدنا بإرسال خطاب رسمي لوزير التعليم بطلب تعديل الأولوية وتفسيرها بالشكل الصحيح، وبعد أسبوع تفاجأنا بأنّ الخطاب أحيل للشؤون المدرسية"، مبيّناً أنّ وزير التعليم قد التقى بالطلاب ووعدهم خيراً، متسائلاً كيف يتم تهمش الوزارة المنتسبين، والجميع يعلم بأنّ مجلس الوزراء قد أقر بأنّ الانتساب نظام معترف به داخل الدولة؟ شرط الانتظام الكلي وبيّنت عبير - خريجة منتسبة، كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بالرياض - أنّها حاصلة على البكالوريوس بتقدير عام ممتاز، وحصلت على المرتبة الأولى على الدفعة بمرتبة الشرف الأولى، ورشحت للإعادة في الجامعة، حيث حصلت على أعلى درجة في المفاضلة، وعند الإجراء النهائي تم استبعادها والحجة هي: "كيف حصلت على توصيات رغم أنك منتسبة؟"، لافتةً إلى أنّ مطالب الخريجين المنتسبين تتمثل في الاعتراف بمؤهلهم، وإيجاد الحلول لمأزق شرط الانتظام الكلي، مضيفةً: "واصلت مسيرتي مع الظلم فقدمت على برنامج الماجستير في جامعة الملك سعود، واستبعدت بسبب نوع المؤهل لتتوالى خيبات الأمل في كل من جامعة شقراء، والقصيم، والمجمعة"، متسائلةً: بأي حق يصنع هذا القرار الذي يكبد الوطن خسارة الكوادر؟ ولفت شايع الحارثي إلى أنّ المادة الأولى من اللائحة التنفيذية هي الجدارة، وهي الأساس في شغل الوظائف، وكل الطلاب يتبعون لجامعة معتمدة واحدة وبرنامج موحد للدراسة، مقر من مجلس الوزراء وبإشراف وزارة التعليم، متسائلاً: فلما يجد الخريج هذا الإقصاء؟، مؤكداً أنّه تم التواصل مع وزير التعليم في رمضان ووعدهم بدراسة الضوابط من جديد. الإحباط والتعجيز وأوضحت ابتسام العمري أنّ ظاهر الضوابط الجديدة يصب في مصلحة المنتسبين الخريجين، وباطنها الإحباط والتعجيز، في حين أنّه تم تعيين اثنتين فقط من خريجات الانتساب قبل عامين، رغم استبعاد المنتسب باعتباره أقل كفاءة من الطالب المنتظم، متسائلة عن سبب حجب وزارة الخدمة المدنية للمعلومة في المتطلبات عن الجميع، منوهة أنّه عند صدور الخطة السنوية بالمواعيد لا يكتب شرط الانتظام الكلي ضمن الشروط. وأضافت إنّ بعض الخريجين تقدموا إلى القضاء بشكل فردي، وكسبوا القضية وحصلوا على صكوك، ولم يتم تعيينهم بعد، حيث انّ المحكمة الإدارية اعترفت بأحقية الخريجين بالتوظيف، متسائلة عن حال البقية من الخريجين الذين وصل عددهم في آخر إحصائية إلى 300.000، ممن لم يتمكنوا من الوقوف أمام القضاء، لافتةً إلى أنّه عند تسجيل المنتسبين لبياناتهم في النظام، يعترض على نوع الدراسة، بحجة أنّه لا يتناسب مع الوظيفة. وتمنت حلا الحربي - خريجة منتسبة، كلية التربية بالمدينة المنورة - أنّ تكون الأولوية للأجدر واعتماد تربوية الخريج، وتعتبر هذا حق من حقوق المنتسبين، مشيرة إلى أنّ الخريجين عند التقائهم بوزير التعليم تفاجأ بدراستنا للدبلوم التربوي، وتساءلت حلا كيف لتربوي أن يدرس دبلوم تربوي مبينةً أنّ المنتسبين من الخريجين والمنتسبات يرون بأنّ شهادة التخرج لا قيمة لها، ويعتبرونها مزورة، نتيجة التهميش رغم اجتياز العقبات وآخرها القياس. تطبيق ميداني وكشف جازي الحربي – خريج انتساب، من جامعة طيبة بالمدينة المنورة - أنّ البعض ينتقص المنتسب فيذكر أن المنتظم يتميز بأنّه يعايش المدرسة بكل تفاصيلها وفعالياتها اليومية، متسائلاً: ألا يأخذ المنتسب جرعة مماثلة للمنتظم في التطبيق الميداني، وطبقا معاً تحت إشراف أساتذة الجامعة؟ معتبراً أنّه من الظلم أن يستبعد المنتسب من الوظائف التعليمية بسبب عدم الإلمام بالكيفية التي يتلقى فيها تعليمه الجامعي. ويشاطره الرأي سعود الحربي – خريج منتسب، جامعة الملك فيصل، كلية التربية، قسم تربية خاصة -، مبيّناً أنّ لديه استعداد لخوض تجربة التدريس لفصل دراسي كامل بلا مرتب، لإثبات كفاءة المنتسب، كاشفاً أنّ المنتسب كما المنتظم كلاهما يوقع حضور وانصراف، ويؤدي متطلبات التطبيق، سواءً في حضور الطابور أو الإشراف في فسحة الطلاب ووقت الخروج. القطاع الخاص وشددت حنان الجبيلان - خريجة إدارة أعمال من جامعة طيبة - على ضرورة أن ينصف المنتسبون غير التربويين أيضاً فكلاهما طاله الضرر، حيث ان القطاعات الخاصة سارت على خطى الدوائر الحكومية بالرفض القاطع للمنتسبين، ومنهم البنوك مثل بنك التسليف، مستدركةً: "من حق أي دائرة أن تضع شروطها وأن تنتقي موظفيها، وبما إن وزارة التعليم قد شككت في مخرجات طلابها فمن حق أي دائرة أن تنهج نهجها". غير معترف بالشهادة وتعتقد أم نواف - خريجة كلية التربية جامعة الملك فيصل بالأحساء منتسبة - بأنّها خدعت، حيث كانت منتظمة في السنوات الأولى ولضروفها الخاصة قررت الانتساب، بعد أن استفسرت من رئيسة القسم عن شهادة التخرج هل سيعترف بها أم لا، فأجابتها بالايجاب، لتتفاجأ بوثيقتها بعد التخرج وقد سجل فيها تربوية، كما تفاجأت بأنّ نظام جدارة حول الوثيقة إلى غير تربوي بحجة أنّها منتسبة، ثم قدمت اعتراض وجهته للنظام مع الشرح، فأفادها بأنّ اعتراضها مرفوض، ولم تجد من يعترف بشهادتها وقبولها للعمل فاضطرت للعمل في مقصف براتب متدنٍ. وتأسفت البتول - خريجة منتسبة - مما وصل إليه بعض الخريجون من إحباط، حتى أحرق عدد من الخريجين المنتسبين شهاداتهم، متمنيةً أنّ تعيد الكلية النظر في شرط دراسة الدبلوم التربوي، موضحةً أنّ الخريجين الآن لا ينحصر تركيزهم بالوظيفة فقط، بقدر مطالبتهم دخول المفاضلة، والترشيح على حساب نقاطها، مبينةً أنّها كانت تدرس عن طريق الانتظام، وفي السنتين الأخيرتين من الدراسة انتساب، ولم يشفع لها ذلك وسجلت على أنها منتسبة ثم استبعدت، رغم أنّ شهادتها الجامعية سجل فيها بكالوريوس مع إعداد تربوي بضوابط تلزم المنتسبين بدراسة دبلوم تربوي. حرمنا من الدراسات العليا فيما تقدمت نسرين مسفر العجمة - خريجة تربية خاصة تعليم عن بعد، جامعة الملك فيصل - أنّها تقدمت لطلب وظيفة على نظام جدارة، وأفاد النظام بأنّها غير تربوية، علماً بأنّها خريجة كلية التربية وحاصلة على دبلوم تربوي، مؤكدة أن الجامعة قدمت للطلاب إفادة بتلقي تعليمهم عن بعد، حيث انّ المسجل في الوثيقة انتساب، ومع ذلك لم تعترف جدارة بالإفادة، موضحةً أنّ الوظائف الإدارية برمتها لا تناسب التخصص، منوهة بأنّها قدمت على دراسات عليا في جامعة الباحة وقد أفادها المسؤول بأنه لا يلزمها دبلوم تربوي لأنها تربوية، مشيرة إلى أنّها أرادت تعديل الوثيقة بحيث يضاف تربوي إلى الانتساب وفي الملف ما يثبت ذلك، فحولت وزارة التعليم العالي معاملتها إلى التعليم العام! مخرجات المنتسب وقال يعقوب المطير - محام - إنّه لا اختلاف لو كانت أولوية المفاضلة بين الطالب المنتظم والمنتسب في الحضور للجامعة فقد نقبل بهذا التبرير، ولكن أن يكون الحكم على مخرجات المنتسب بأنّها ضعيفة فهذا غير صحيح، وبهذا الادعاء تتهم الوزارة الجامعات السعودية الحكومية، بمعنى أن وزارة التعليم تتهم نفسها كجهة تعليمية بالضعف، وذلك لأن الوزارة هي من يشرف على الجامعات والمدارس، من جانب آخر نتساءل كيف لوزارة التعليم السماح للطالب بالدراسة عن طريق الانتساب تخصصات تربوية، بينما عند التخرج لا يجد الخريج وظائف تعليمية، وفي هذا تناقض. وأضاف إنّه لا يوجد نص صريح سواء في أنظمة ولوائح الخدمة المدنية، وكذلك لائحة الوظائف التعليمية بمنع خريجي الانتساب من الوظيفة التعليمية، فكيف بمنعهم من الدخول في المفاضلة، إذ توجد مجموعة أنظمة وتعتمد بموجب مراسيم ملكية، وهناك لوائح تنفيذية يعتمدها الوزير، مشيراً إلى أن الوزارتين اتفقتا على ضوابط تعتبر تعجيزية، منوهاً إلى أنه على الرغم بأن وزارة الخدمة جهة تنفيذية ولكن لديها نظام واضح وصريح يحفظ حق الطالب المنتظم والمنتسب على حد سواء، وقد جعلت (المؤهل الكافي) هو الفيصل في الحصول على الوظيفة، فكيف توافق الخدمة المدنية على تطبيق تعليمات تخالف النظام. حصر التعليم عن بُعد على الجامعة الإلكترونية الرياض– عثمان الشهراني كثرت الجامعات التي تقدم تعليماً عن بعد أو بما يسمى الانتساب المطور، وذلك استجابة لرغبات الكثير في تحسين مستواه العلمي والوظيفي، ولكن لكثرة الجامعات اختلفت الأنظمة بحسب الجامعة مما أوقع كثيرا من الطلاب ضحايا الاختلاف حتى وجهت وزارة التعليم بحصر التعلم عن بعد على الجامعة السعودية الإلكترونية. وقد تأسست الجامعة السعودية الإلكترونية عام 1432ه لتكون مؤسسة تعليمية حكومية تقدم التعليم العالي والتعلم مدى الحياة، وأن تكون مكملة لمنظومة المؤسسات التعليمية تحت مظلة مجلس التعليم العالي، وتتكون الجامعة من كلية العلوم الإدارية والمالية، وكلية الحوسبة والمعلوماتية، وكلية العلوم الصحية، وكلية العلوم والدراسات النظرية، وتتواجد الجامعة في عشر مناطق بالمملكة هي الرياض، الدمام، جدة، المدينة، القصيم، أبها، الجوف، الطائف، تبوك، جازان، وتهدف للحصول على الاعتمادات الأكاديمية داخلياً وخارجياً بما يساعد على رفع جودة مخرجاتها، كما تقدم الجامعة تعليماً عالياً مبنياً على أفضل نماذج التعليم المستند على تطبيقات وتقنيات التعلم الإلكتروني والتعليم المدمج، الذي يدمج بين التعليم بالحضور المباشر، والحضور عن طريق التقنية، ونقل وتوطين المعرفة الرائدة بالتعاون مع جامعات وهيئات وأعضاء هيئة تدريس داخلياً وعالمياً، وبمحتوى تعليمي راق من مصادر ذات جودة أكاديمية وتوطينه بما يتناسب مع متطلبات المجتمع السعودي، إضافة إلى دعمها الرسالة ومفهوم التعلم مدى الحياة لكافة أفراد المجتمع السعودي. حصر التعلم عن بعد فيما بدأت وزارة التعليم بتطبيق حصر التعلم عن بعد ( الانتساب المطور ) بالجامعة الإلكترونية وذلك من خلال إلزام الجامعات الاخرى بتقليل نسبة القبول في برنامج الانتساب المطور عن بعد تدريجيا حتى تتوقف الجامعات عن القبول بالتعلم الإلكتروني، وبالإضافة إلى كون الوزارة قد ألغت نظام الانتساب القديم ؛ وبررت الوزارة هذه القرارات بأن المستوى والمخرجات العلمية التي تقدمها الجامعات عبر التعلم عن بعد ضعيفة. حيث تعتمد الجامعة الإلكترونية على نسبة 25% حضور الطالب لمبنى الجامعة، بالإضافة إلى اعتماد اللغة الإنجليزية في المناهج على غرار سائر الجامعات الأخرى فهي لا تعتمد على حضور الطالب لمقر الجامعة وإنما يحضر محاضرات مباشرة عن طريق الإنترنت، بالإضافة إلى اعتمادها على مشاركة الطالب وحله لبعض أسئلة النقاش عبر الإنترنت أيضا، ويحضر الطلاب لأقرب مركز لهم حددته الجامعة لتأدية الاختبارات النهائية، وأيضا تعتمد اللغة العربية في تدريس المناهج. فيما استاء الراغبون في إكمال تعليمهم من حصر التعلم عن بعد بجامعة واحدة، معتبرين أنّه من المفترض على وزارة التعليم معالجة الخلل وليس بحصر التعلم عن بعد بجامعة واحدة، بالإضافة إلى أن حصره بجامعة واحدة قد يتعارض مع مبدأ التعليم حق للجميع، حيث قد لا يجد الكثير فرصة للتعلم، وذلك بسبب ملء المقاعد الدراسية، وتدني مستوى المخرجات العلمية يعتمد على الطالب أولاً فهناك كثير من طلبة الانتظام تخرجوا وهم لا يفقهون الكثير في تخصصهم. الاعتراف بالشهادة وعلى الرغم من كون التعليم عن بعد معترفاً به في وزارة التعليم ووزارة الخدمة المدنية، إلاّ أنّ بعض القطاعات وأرباب العمل ما زالوا لا يعترفون بشهادات الخريجين منه؛ مما جعل فئة من الخريجين عاطلين رغم حملهم شهادة جامعية من جامعة حكومية، وفي المقابل هناك فئة من الخريجين حصلوا على وظائف، ترقيات، والكثير من أصحاب العمل والمؤسسات يجهلون الفرق بين التعليم الانتساب القديم والانتساب المطور؛ مما يستدعي إلى تعريف الشركات والمؤسسات عن حقيقة آلية الدراسة في الانتساب عن بعد. فرصة علمية واعتبرت ابتهال سعد -طالبة تعليم عن بعد بجامعة الملك فيصل- أنّ التعليم عن بعد كان هو فرصتها الوحيدة لإكمال دراستها، حيث لم تحظَ بفرصة القبول للدراسة انتظام في الجامعات المتواجدة بمنطقتها، رغم حصولها على معدل تراكمي بالثانوية (88.42%)، كاشفةً أنّ الكثير من الدارسات تعليم عن بعد لم تسمح لهم ظروفهم بالحضور إلى الجامعة بشكل يومي.
مشاركة :