تحقيق إخباري: ألم وغموض يخيمان على سكان غزة رغم مرور عام على إعلان الهدنة

  • 5/21/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

غزة 20 مايو 2022 (شينخوا) يوافق 21 مايو الجاري، الذكرى الأولى لإعلان الهدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة منذ توتر عسكري بين الطرفين استمر لمدة 11 يوما في مايو الماضي. على الرغم من مرور سنة على وقف التوتر الذي وصف بأنه "الأعنف" منذ عام 2014، إلا أن سكان غزة لا يزالون يشعرون بالأسى والألم لما وقع بهم ويخيم الغموض عليهم مع إمكانية وقوع الكابوس مرة أخرى. وفقد إسحاق فياض (50 عاما) ساقه اليمنى في ذلك الوقت بسبب غارة إسرائيلية على منزله الواقع في مدينة بيت حانون شمالي قطاع غزة. وقال فياض لوكالة أنباء ((شينخوا))، "لا أعرف لماذا تعرضنا لمثل هذه المأساة، ولا توجد أي علاقة بيني وبين الفصائل"، مضيفا "وعيشنا في غزة هو سبب كل معناتنا". وبأمر من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تم نقل فياض إلى مصر لتلقي العلاج في يوم إصابته جراء الضربات الإسرائيلية بالإضافة إلى نحو عشرين جريح آخرين. واستعرض فياض قائلا " لا أعرف أي شيء عن أبنائي قبل وصولي إلى مصر برفقة زوجتي"، مضيفا "بعدما رقدت في المستشفى ونجحت في التواصل معهم، عرفت أن منزلي قد دمر بشكل كامل". وأشار فياض إلى أن أبناءه اضطروا إلى السكن في بيوت الأقارب والجيران، لكن من المحظوظ أن كلهم ناجون، متابعا بقوله أن أبناءه تولوا مهمة إعادة بناء المنزل بعد إعلان الهدنة رغم غيابه. وبعد عمليات العلاج والتعافي التي استمرت لمدة نحو 9 شهور في مصر، عاد فياض أخيرا إلى منزله ببيت حانون في فبراير الماضي، وهو سعيد باجتماع مع أبنائه مرة أخرى، وخاصة أن عملية إعادة بناء منزله على وشك النهاية. وقال فياض "ليس لدينا أي اختيار إلا مواصلة الحياة". ومن جانبه، يشكو يزين أبو صفية، وهو صاحب عمارة في مدينة بيت لاهيا بشمالي قطاع غزة، من بطء عمليات إعادة البناء منذ إعلان وقف إطلاق نار. وتم تدمير نحو 1500 وحدة سكنية بشكل كامل خلال التصعيد العسكري العام الماضي، إضافة إلى 880 وحدة دمرت بشكل جزئي غير صالحة للسكن، و56 ألفا ما بين جزئي وطفيف، وفقا لما ذكر وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان بقطاع غزة ناجي سرحان لوكالة أنباء ((شينخوا)). وقال أبو صفية إن عمارته المكونة من 5 طوابق دمرت بشكل كامل في مايو الماضي بسبب غارة إسرائيلية، ما يجبر 25 فردا من 5 عائلات كانوا يسكنون هنا إلى الابتعاد عن منازلهم ولم يعودوا حت الآن بسبب بطء إعادة بنائها. وأضاف أبو صفية لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الأموال المستخدمة لإعادة البناء التي تم الوعد بها لم تصل إليهم بعد، الأمر الذي يرغمهم على استعمال حساباتهم، مشيرا إلى أن هناك بعض المباني المدمرة في حرب 2014 لم يتم إعادة بناؤها حتى الآن. ولا يزال سكان قطاع غزة لديهم تخوف من عودة التصعيد العسكري بين الفصائل وإسرائيل، على الرغم من مرور عام على إعلان الهدنة، ويسود الشوارع في هذا الوقت الاعتقاد بأن المواجهة الجديدة قد تكون "مسألة وقت" فقط. ومنذ إبريل الماضي، بدأت حدة التوتر بين الفلسطينيين وإسرائيل تتصاعد في مختلف المناطق بالساحيتن الفلسطينية والإسرائيلية، وفي أعقاب مقتل ثلاثة إسرائيليين في هجوم إلعاد شرق تل أبيب، خرجت دعوات متزايدة من أعضاء الكنيست من اليمين الإسرائيلي باغتيال قادة حركة مقاومة الإسلامية (حماس)، الأمر الذي قد يؤدي إلى "مواجهة شاملة" حسب حماس. ووسط تصاعد التوتر، أعلن الجيش الإسرائيلي في 9 مايو الجاري، بدء مناورة عسكرية ستستغرق شهرا كاملا وتحاكي سيناريوهات قتالية متعددة الجبهات. كما قرر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف يوم (الثلاثاء) الماضي، السماح لـ"مسيرة الأعلام" بالمرور من منطقة باب العامود بمدينة القدس في 29 مايو الجاري، الأمر الذي اعتبره الفلسطينيون "استفزازيا وعدوانيا وجزءا لا يتجزأ من الحرب المفتوحة ضد القدس ومواطنيها ومقدساتها". وأكد أسحاق فياض أن كل عائلته قلقون من الوضع الحالي ومتخوفون من عودة التصعيد مرة أخرى، قائلا "نحن بالطبع لا نتمنى حربا جديدة، لكن لا أحد يعرف ماذا سيحدث في المستقبل".

مشاركة :