بقلم: بريك العصيمي. ياليت زمان أول يرجع وينعاد!!! طيبة بشر وطعمٍ للحياة فقدناه نترحمُ على الماضي، ونجترُ ذكرياته، ونعيشُ أحلامَ يقضةٍ؛ نسترجع من خلالها الكثير من لحظات الأنس والانبساط والانشراح. كما نشكو من عقوق الحاضر وظلمه، ونحمله المسؤولية في خطف البسمة من شفاه الكثير منا، وإدخال الهم والضجر على قلوبنا. هكذا هي مجالسنا وأحاديثنا فيها، ما بين فينة وأخرى. لقد ارتبطت ذكريات الماضي بالصفاء والنقاء، وأصبح يُضربُ بها المثلُ لذلك الجيل الذي لا يعرف الغش والحقد والحسد. الجيل الذي تتناثرُ المحبةُ من جوانبه، صاحب الدين والمبدأ والخلق الحسن. وهنا نتساءل: ما الذي حدث، وما الذي تغير؟ أليس الزمان هو الزمان؟ والإنسان هو الإنسان؟ فلماذا نترحم على الماضي ونذم الحاضر ؟ لماذا لا نكون منصفين وعادلين مع أنفسنا قبل كل شيء؟ لماذا هذه الإسقاطات؟ ولماذا هذا الهروب من الحاضر؟ لماذا لا نتعامل مع بعضنا اليوم بما كان يتعامل به الجيل الطيب كما ندعي من تكاتف، وتعاطف، ونخوة، وشهامة؟ لا نريد أن نلقي باللوم على الحاضر لنبرر لأنفسنا تقاعسنا عن الأخذ بأخلاق الماضي. لتكن منصفاً أيها الحكم! وتذكر، فلربما يصدق علينا قول القائل: نَعيبُ زمانَنا والعيبُ فينا وما لزمانِنا عيبٌ سوانا!! صحيحٌ أن الماضي له رجاله، لكننا نحن أيضا رجالُ هذا الحاضر، لذا يتوجب علينا أن نضع لأنفسنا بصمةً كما وضعوا لأنفسهم بصمة؛ حتى إذا أتى مَنْ بعدنا تذكرنا وتذكر أفعالنا ومآثرنا. ثُمَّ إن هذا الحاضر الذي قد يتبرم منه البعض اليوم! لربما هو الحاضر الذي كان يتمناه أبناء الأمس، ولربما أبناء المستقبل أيضا. فالسعادة نسبية، ليست مرتبطة بزمان أو مكان محدد، إنها موجودة على مر الأزمان، وينالها كل من أخذ بالأسباب الموصلة لها. ولعل من سعادة الحاضر أن نسترجع ذكريات الماضي؛ لتكون حافزا لنا في أن نخلق مثلها، وأن نضع لَبناتٍ على أُسسها؛ لتزيد من هرمون السعادة لدينا ولمن يأتي بعدنا. قفلة الختام : جالسْ من يجعل الحياةَ جميلةً في عينك، واستبدلْ نظارةَ التشاؤم بالتفاؤل، واليأس بالأمل، والإحباط بالتشجيع؛ فهناك من يستحقُ أن تعيشَ من أجله. دُمْتُم في سعادة الماضي، والحاضر، والمستقبل! ملاحظة: نسخة للدكتور: طارق الحبيب.
مشاركة :