كثرة المعلومات والرسائل التي تُنسخ وتُلصق، وتُرسل عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وهواتف اليد المتحرّكة دون التأكّد من مضمونها، أو من صحّتها، دون عناء من المرسل، ثم نفاجأ بعد قليل بأنّها غير صحيحة، أو غير دقيقة، أو مكذوبة. لم نكن نتوقّع أن نصل إلى هذه الدرجة من التطوّر، وسرعة انتقال المعلومات، ووفرتها بين أيدينا -صغارًا وكبارًا- وكان لابدّ من مواكبتها وفق تعاليم ديننا، وأخلاقنا، ومبادئنا التي تعلّمناها منذ الصغر، ولابدّ أيضًا من الحرص على نشرها بين أبنائنا، مع وجود هذه التقنية المتطوّرة، والتي هي سلاح ذو حدّين، يجب حُسن التعامل معه، والحذر من الغلو والطيش في استخدامه. إن استخدام التقنية الحديثة المتطوّرة بدون استخدام العقل بجانبها، والتفكير، والحكمة في ما نرسل، أو نستقبل، ونعيد الإرسال، قد يكون شيئًا مؤسفًا، بل وأيضًا خطيرًا علينا، وعلى مَن نرسل له، أو نستقبل منه، فإذا كانت المعلومة تحمل حديثًا مكذوبًا، أو دعاءً غير صحيح، أو حتّى معلومات علمية وطبية غير دقيقة، أو حتّى معلومات حكومية عسكرية، أو مدنية، وننسخها، ونلصقها، ونرسلها؛ ظنًّا بأنَّ سرعة نقل الأخبار بين الأصدقاء، والجروبات تعطي المرسل السبق (هي ليست مهمّتنا)، وليس مهمًّا بقدر نقل الأخبار على حقيقتها، هذا أولاً، ومن ثم مصادر هذه الأخبار، وتأكيد مصداقيتها ثانيًا. يجب أن يعلم الجميع ليس من مهامّ أيّ شخص نقل الأخبار للآخرين إلاَّ من مصادرها الأصلية الموثَّقة، والمعتمدة فقط. إن سرعة نقل الخبر لا تدلُّ على حبّك لمَن ترسل إليه، خصوصًا إذا اكتشفت لاحقًا أنّها غير صحيحة، قد يكون موقفك محرجًا، وقد تفقد مصداقيتك مع زملائك، مع تكرار هذا الأمر لعدّة مرّات، والأهم من ذلك قد تقع في ذنب من الله، أو تحت طائلة المسؤولية. أتمنّى أن ندع تناقل الأخبار لمصادرها الرسمية الموثّقة، ولا نكن أداة بيد الغير يستخدمنا، ويوجّهنا وفق أهوائه، ومعتقداته نحو هدم، أو تفريق صفوفنا من خلالنا، أو من خلال أبنائنا، وغزو عقولهم بأسهل الطرق، ومن خلال التقنية التي ندفع الكثير من أموالنا لاقتنائها، فلابدّ من السيطرة عليها بكامل قوتنا، والحذر من إساءة الاستخدام، والجهات الرسمية دائمًا تؤكّد على ذلك، وهذا واجب وطني يجب الانصات له. #الاستعداد_والفرصة_هو_النجاح twitter:@Dr_AhmedKhalil ahkhalil25@hotmail.com
مشاركة :