بداية، النقد لا يعني أن ما يتم نقده كله سيئ، إنما النقد يكون للتقويم، والتعديل، وبيان أوجه القصور؛ حتى يتم تدارك الخلل، وتصويبه، أو بيان أن العمل سيئ كله، وتركه حينئذ يكون أولى..!! للموسم الثاني خرج علينا برنامج واي فاي، الذي يعرض على شاشة (mbc ) بممثليه وطاقمه، وبمؤلفيه الأربعة. وليسمحوا لي، لم نرَ منهم أي جديد يُذكر!! وإنما اعتمد على التقليد بالدرجة الأولى للأشخاص وللأعمال الدرامية وللمطربين ونحوهم، وكان المشاهدون يأملون أن يكون الموسم الثاني مختلفاً تماماً عن الأول منه!! ولكنه كرر نفسه للموسم الثاني على التوالي. ومن وجهة نظري، لا كناقد فني، وإنما كمشاهد بالدرجة الأولى، لم يقدم المسلسل شيئاً جديداً، وإنما هو حاكى ويحاكي كثيراً البرامج والمسلسلات، مثل قرقيعان، وغيره من المسلسلات القائمة على التقليد بقالب من السخرية ممجوج حد الملل في كثير منه!! إذن، هو لم يقدم شيئاً جديداً يشفع له بالبقاء للموسم الثالث إلا إذا غيّر القائمون عليه نمط التقليد الذي سار عليه. ونحن تعودنا أن يكون التقليد فقرة في مشهد من مشاهد حفل ختامي، ونحوه، أما أن يكون مسلسل من ثلاثين حلقة تقليداً في تقليد فهذا ينقصه الكثير حتى يكون إبداعاً..!! من ناحية الأداء التمثيلي، كان وما زال أسعد الزهراني ومحسن الشمري أفضل الموجودين، نظراً للموهبة الكبيرة التي يتمتعان بها، والباقون ـ مع احترامي لهم ـ كانوا أشبه بالمهرجين!! ومع ذلك القالب التقليدي طغى عليهما، كما طغى على البقية، وهذا لا يتنافى مع أفضليتهما.. ونسى أو تناسى القائمون على العمل أن الإساءة التي لحقت بتقليد بعض الشخصيات المعروفة قد تكلفهم كثيراً من المال، فضلاً عن المصداقية!! فيما لو أقاموا عليهم دعاوى قضائية، بدعوى الاستهزاء بهم، والسخرية منهم بشكل أو بآخر، وليحمدوا الله أنهم لم يلاحقوهم قضائياً في محاكم دبي ـ وهذا حقهم القانوني ـ التي تبت في القضايا بسرعة فائقة أكثر بكثير من محاكم بعض دول الخليج، فليتنبهوا، وليحذروا!! وختاماً.. المشرف على العمل من الناحية الدرامية كاتب له باع في الكتابة وبعض فنون الإنتاج الأدبي، وهو الكاتب خلف الحربي، ولكنه يبدو لم يوفَّق في هذا العمل كما يجب. ومن ضمن المؤلفين وأبرزهم الأخت الكاتبة الشابة أماني السليمي، التي لها إنتاج أدبي لأكثر من رواية، كانت أبرزها رواية إنسية، ونتمنى أن نرى لها جديداً بعيداً عن التقليد.. ولأن التقليد ليس إبداعاً بالمعنى الحرفي، وإنما هو أشبه بنسخ ولصق، بمعنى أنه يأخذ الأعمال المقدمة، ومن ثم يقوم بإعادة صياغتها بتقليد الشخوص بقالب سخرية بحت، فهذا ما يرفضه الكثير من النقاد، وحينما سئل بعضهم (النقاد) في بعض وسائل الإعلام قالوا إنهم يتحفظون عن ذكر آرائهم!! وسُئل بعض ممثليه العام الماضي فقالوا إن الحصول على المال ما جعلهم يوافقون على المشاركة، كما أفاد أحد النقاد بذلك!! وغني عن القول أن نقول للقائمين على (واي فاي): إذا أردتم النجاح بصدق، لا بمجاملات، فابتعدوا عن التقليد، ولاسيما التقليد المصحوب بشيء من السخرية والاستهزاء بأي أحد، سواء كان من العلماء، أو غيرهم، وابتكروا حلقات خاصة بعملكم من الألف إلى الياء؛ حتى نعترف لكم بالإبداع بحق، وليس مجاملة لكم، ولاسيما أنكم تمتلكون عدداً كبيراً من المؤلفين، الذين لا يُعقل ألا يكون لديهم أفكارٌ ورؤى جديدة، خاصة في الشأنين الاجتماعي والاقتصادي، وغيرهما. والله الموفق لكل خير سبحانه.
مشاركة :