تشرفت من قبل بالكتابة عن أمثلة مشرفة للاعبين أفارقة أو من أصول إفريقية ويحملون جنسيات دول المهجر، مثل عمر كونوتيه الذي بنى قرية للأيتام في بلده الأصلي مالي. وكذلك محمد صلاح المصري وبن زيمة الجزائري الأصل والفرنسي الجنسية، والذين مثلوا حضارتهم العربية الإسلامية أجمل تمثيل. ولا تزال النماذج تتوالى ولله الحمد حتى مع ظلامية المشهد (لا يزال الخير في أمتي إلى يوم القيامة). وأبرزها في المجال الرياضي ما صدر من اللاعب السنغالي في نادي باريس سان جيرمان (إدريس غاي) من رفض ارتداء قميص بشعار الشواذ. وكثيراً ما أناقش هذه السجية العجيبة في كثير من اللاعبين الأفارقة في الملاعب والأندية الغربية، مع معارفي وأصدقائي. وهذه السجية هي محافظة هؤلاء اللاعبين على أخلاقهم الإسلامية برغم خلفيتهم البسيطة مادياً واجتماعياً، فكونهم أتوا من مجتمعات فقيرة إلى أخرى غنية ومتقدمة تقنياً، إلا أن هذا لم يغير أخلاقهم ولم يصبهم بالصدمة الحضارية، بل العكس هو ما حدث، فتجدهم قد التفتوا إلى مجتمعاتهم الأصلية فأقاموا المشاريع النفعية والمستدامة، وأعانوا اليتامى والفقراء وأنشأوا المشافي ودور الرعاية. ليس ذلك فحسب، بل أظهروا جمال الأخلاق الإسلامية سلوكاً وممارسة، فلفتوا الأنظار على مستوى الأوطان والمهجر والعالم. وقلت من قبل أن كرة القدم وهي اللعبة الأولى في دولياً، وكل ما يحدث فيها وما يتصل بها يؤثر إعلامياً واجتماعياً وثقافياً. إن اللاعب إدريس غاي بموقفه الأخلاقي هذا قد رد على ما وصل إليه المستوى الأخلاقي المتهاوي لدى فئات من تلك المجتمعات ومعها تلك المنظمات الهدامة، ففضحهم ولفت الأنظار إلى خطورة الانحطاط الأخلاقي مهما بلغ التقدم التقني والاقتصادي، وأن الحضارات إنما تقوم على القيم والأخلاق في المقام الأول، ومتى فقدتها أو أهملتها فإن ذلك نذير انهيارها. ظنت إدارة هذا النادي المتعفن بأنها أقصت أو عاقبت إدريس وانتصرت للشواذ، ولم تدرك بأنها رفعت مكانة هذا اللاعب ولفتت أنظار العالم إلى حقارة تلك الفئة، لك الله يا إدريس غاي.
مشاركة :