لم يحبط الصوت الوحيد الذي نالته إحدى المرشحات في الانتخابات البلدية بمحافظة مهد الذهب بالمدينة المنورة، من عزيمتها وطموحها كامرأة في أن تبحث عما يفيد مجتمعها. ومع أن واقع فرز الأصوات أحال أنصاف محمد سعيد الجبرتي المرشحة في الدائرة 1041، إلى قائمة الخاسرات، إلا أنها تصر على أنها كسبت الجولة ونجحت في خوض التجربة. وترى أنه «لم تتبخر أحلامي بسبب الخسارة لأنني في كلا الحالتين أعتبر خوض المنافسة فوزا لي، صحيح أنني لم أكسب المقعد الانتخابي ولكنني كسبت تجربة سوف تفيدني مستقبلا لخوض مثل هذه التجارب بإرادة أقوى». وفيما تلمح إلى أن المرأة ربما تكون خسرت لصعوبة تأقلم المجتمع مع ترشيح المرأة، تصر على أنه «لا توجد خسارة للمرأة أمام الرجل ولا خسارة للرجل أمام المرأة فكلاهما مكمل للآخر، وهناك ثغرات تغلقها المشاركة الجماعية، كما أن مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية حافز يدعمها للتوسع والبحث والتطرق لما هو نافع ومفيد في مجتمعنا». لكن أنصاف مثل الأخريات لا تترد في إعلان طموحها المسبق في الفوز «كنت أحمل أفكارا تطويرية لطرحها على المجلس بعد فوزي بما يحقق الرفاهية للمواطنين سواء في الحدائق أو الملاهي الترفيهية للأطفال أو الصالات الثقافية النسائية المغلقة وتجميل الأحياء». وعلى ذات النحو تنظر المرشحة عن الدائرة الأولى «الحرم والعيون» بالمدينة المنورة الدكتورة نجاة قاسم كرامي، رغم أنها استيقظت على عدم فوز أي امرأة وفاز 20 رجلا، «لأن تجربتنا كامرأة أكسبتنا القدرة والخبرة في أي مشاركات أخرى، وربما تسفر عن فوزنا، وأعتقد أن مجرد مشاركة المرأة بعيدا عن أي عدد يعد نافذة حقيقة لإظهار المرأة القيادية في المجتمع، وقدرتها على تقاسم صنع القرار مع الرجل». وتتفق نجاة مع أنصاف في أن لها أفكارا تطويرية وتنموية، «كنا نرى أنها ربما تحدث نقلة نوعية في الخدمات التي تقدمها البلديات للمواطنين، أبرزها تكثيف العمل على محاربة الفكر الضال، وفتح المراكز النسائية الثقافية والتوظيف في المشاريع المختلفة، إلى جانب الخدمات البلدية من سفلتة وإنارة ومشاريع درء السيول». ومع انتهاء انتخابات المرحلة الثالثة تجزم نجاة أنه «ليس بيني والرجل فوز أو خسارة، فهو أبي وأخي وابني، وفوزه انتصار لي، ونظام الانتخابات يلزمنا تقبل الخسارة بروح أخوية، وليعن الله تعالى الرجال على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم في تحقيق أهداف حملتهم التي تتلخص إلى التغيير للأفضل».
مشاركة :