على بعد آلاف الكيلو مترات على مشارف المتوسط الأوروبي وبرفقة أصدقاء وجيران من جنسيات مختلفة كنت أتابع لقاء «الحجر» في العلا, والذي كان حديث تويتر والإعلام العالمي فرنسا تحديداً, حيث أتواجد حالياً وأستمتع بردود الفعل, والكثير من الأسئلة التي تلت تداول صورة الحاضرين عند الحجر المعلم التاريخي العظيم الذي تلخصه الكلمة الافتتاحية لعضو مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا المهندس إبراهيم بن محمد السلطان: «إن مؤتمر الحِجر الأول للحائزين على جائزة نوبل وأصدقائهم انعكاس لإرث العلا في تبادل المعرفة والحوار, وهو بمثابة محاولة هامة لتحليل أهم القضايا التي تواجه البشرية اليوم وإصدار توصيات قابلة للتنفيذ»، اجتمع المبدعون والفائزون بأهم الجوائز العالمية نوبل؛ الملك فيصل، اليونسكو للمرأة، بوليتزر في الموقع التاريخي المهم المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي لمناقشة الاضمحلال الثقافي وفرص إطالة الأعمار والتعليم والرعاية الصحية, والذين سيكون صوتهم مسموعاً لدي صناع القرار والمختصين بتنفيذ توصياتها في الأمور التي تخدم الإنسانية والتي هي عصارة تجارب ودراسة هؤلاء المجتمعين في العلا, والذين وصفهم الأمير تركي الفيصل آل سعود رئيس مركز الملك فيصل للبحوث « لقد أتيتم من منازل رفيعة في حياتكم، وأنتم أحق إجلالًا من أقرانكم، هنا في العلا حيث نحت القدماء معارفهم على وسيلة الكتابة المتاحة آنذاك وهي الصخور؛ وتبادلهم المعارف أنتم ونقشتموها على الوسيلة المتاحة لكم اليوم «الانترنت» وستنشر في بقية العالم لخير البشرية». وكان للهيئة الملكية للعلا الالتفاتة الرائعة في استضافة طلبة برنامج موهبة الفائزين بآيسف 2022 للقاء مبدعي هذا الجيل بمن سبقهم من مبدعين والمشاركة في الجلسة النقاشية التي تناولت الشباب كبناء المستقبل. كم من الفخر أزهو به اليوم وأنا أرى العلا تلك التي زرتها قبل ستة أعوام على خجل أنني امرأة ترتاد آثارها وصحراءها وشعابها وواحاتها وتتسلق مرتفعاتها وتصور نقوشها وعظمة الأماكن فيها؛ وهي اليوم العُلا التاريخ الذي يقص تفاصيله على مرأى من العالم وبحضور مفكريه وعلمائه ومبدعيه، وإذ بذلك - الشاليه- البسيط الذي خفقت فيه الريح وتمثلت لي أرواح من مروا به والذي أقمت فيه تحول بفترة بسيطة لأفخم منتجع تحتضنه العُلا. نفتخر بهذا الإنجاز العظيم وأعود لوصفي السابق الذي نشره الكاتب الكبير سمير عطاالله في الشرق الأوسط بأن سمو الأمير محمد بن سلمان كأنه بعصاه السحرية غيّر الأشياء بسرعة الضوء. سلام على تلك الديار التي تهوي لها الأفئدة ويسكنها القلب
مشاركة :