من البديهي أن نقول لقد تغيّر وجه التاريخ على ضوء عمق التحالف الإسلامي الكبير والتقدم نحو السلام رغم كثير من الصعوبات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية من الإرهاب الذي عبث في مقدراتها وأهدافها. وضمت منظمة التعاون الإسلامي 57 دولة، شارك منها حتى الآن 34 دولة، وعبر وسائل الإعلام المختلفة أعلنت السعودية عن تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب ومركز عمليات مشترك في العاصمة الرياض لتنسيق ودعم العمليات العسكرية ضده. وأكد هذا التحالف التزاماً بالأحكام الواردة في ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والمواثيق الدولية الأخرى التي تقضي بأن هذا التحالف ضد زعزعة أمن واستقرار الدول من قبل مليشيات ومنظمات إرهابية. لم تكن الشرارة التي انطلقت من تونس تطالب بحقوق مدنية فقط وإنما كان لهيب التغيير الذي عم الشرق الأوسط وانتقل بالتتابع إلى الدول وأضرم هذا التغيير في عشب الاستقرار نار الفوضى وتفرعت منها الجماعات والمنظمات المختلفة التي باتت تعمل ضد بعضها البعض ونبع الإرهاب من جوهرها وتنظيماتها المختلفة التي قادته بعض السياسات الكبيرة المعادية للسلام، وتجاوزت الأزمة الأنظمة الحاكمة والشعوب إلى حرب أهلية لم تنته إلى يومنا هذا. وبقدر ماعاشت الأمة العربية في سلام قرنًا من الزمن إلا أن نكسة الربيع العربي أعطت نتائج عكسية ومزيداً من التفكك. وقد بذل قادة مجلس التعاون جهوداً مبهرة إلى لم الشمل ودخلت حيز الفاعلية، وعندما وصلت الحال إلى إرهاب يعمل بالضد ويقارع كل الجهود المبذولة، أكد الملك سلمان بن عبدالعزيز أن المملكة، ودول التحالف العربي، حريصون كل الحرص، على إيجاد حل سياسي في اليمن وفق قرار مجلس الأمن الدولي، ومن ثم إلى تحالف عربي إسلامي لمحاربة الإرهاب. وأفادت قناة العربية، أن التحالف تم تشكيله في ال 72 ساعة الأخيرة، وسيتم وضع الترتيبات المناسبة للتنسيق مع الدول الصديقة والمحبة للسلام والجهات الدولية في سبيل خدمة المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب وحفظ السلم والأمن الدوليين بقيادة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتابع البيان: (تشكيل التحالف يأتي تأكيداً على مبادئ وأهداف ميثاق منظمة التعاون الإسلامي التى تدعو الدول الأعضاء إلى التعاون لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وترفض كل مبرر أو عذر للإرهاب، تحقيقاً للتكامل ورص الصفوف وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب الذي يهتك حرمة النفس المعصومة ويهدد الأمن والسلام الإقليمي والدولي، ويشكل خطراً على المصالح الحيوية للأمة، ويخل بنظام التعايش فيها). لقد طال الإرهاب جميع أنحاء العالم، والمملكة لعبت دوراً كبيراً في مكافحته ومحاربته، وبات على الجميع إغلاق هذه الفجوة والاعتماد على قوتها وسياستها بعيداً عن مسرحيات الدول العظمى التي تزعم محاربة الإرهاب منذ سنين ولم تحقق أي تقدم يُذكر، والمملكة بعزمها وقيادة ملكها قادرة بحنكتها ونفوذها على القضاء على هذه التنظيمات وأهدافها، وحماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة التي هزت الاستقرار في دول العالم.
مشاركة :