الرياضة أذكى من السياسة - مها محمد الشريف

  • 11/20/2014
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

يحلم الإنسان دائماً بحياة متكاملة ويرسم خططاً متنوعة لنشاطه العقلي والبدني والاقتصادي والاجتماعي والسياسي، ويمضي حيث لا يوجد سبب يمنعه من اكتشاف أحلامه ومواقع نجاحه، ويحاول جاهدا الانتقال إلى عصر الطاقة اللامحدودة ليصل إلى ذكاء اصطناعي يحول المادة إلى طاقة، ويكتشف أبعاد الزمن ويغير وجهته عبر الحقب القادمة. فلن نستطيع أن نعطي تعريفا شاملاً ومتكاملاً لمظاهر قوة وضعف التقنية عند الناس وكيفية تفاعلهم ونتائجها على حياتهم العامة ورغباتهم والقيم المرتبطة بمنتج هذه التكنولوجيا. إلا من خلال وسائل اتصالهم. فيما يرى رالف لينتون: أن المجتمع عندما يعمل على إشباع حاجات الفرد فهو يحث على ترسيخ نماذجه الثقافية التي يتم توارثها من جيل إلى آخر. وما يلفت النظر إلى العالم اليوم مشاركته في مواقع التواصل الافتراضي الذي أتاح لهم متابعة المجال الرياضي وقطاع الخدمات والتجارة والصناعة بموجب السياسة، ويلزمنا هنا توضيح بعض الرؤى السائدة التي تعتبر ضربا من الترويج للمحافل الرياضية وهي في الحقيقة ذات تأثير كبير على مجرى الأحداث في العالم، عكس السياسة التي تناهض وتعارض وتوافق وتُقصي وتحارب وتنفي على أغلب المجريات. إذن، نحن أمام تشريح عقلاني بين الرياضة والسياسة، فالعالم يشهد تزايدا ملحوظا في فحوى الدعوى الجوهرية لأهمية الألعاب الرياضية وما يميزها هو معيار التواصل بين الشعوب، والعمق المشترك الذي يحث على هذا الترابط، وفي الغالب منها رياضة كرة القدم، بوصفها الرياضة الأكثر شعبية بين الشباب وجميع الفئات العمرية في العالم، حيث أصبح تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، وعلى رأسها دورة الألعاب الأوليمبية، وبطولة كأس العالم، مجالا للتنافس الدولي؛ حيث يقوم البناء الأساسي لإنشاء كيانات واتحادات. وقد ساهمت العولمة مساهمة كبيرة في انتشارها على مستوى العالم، فالعقل السليم مطلب كل إنسان وأعدل المطالب على الإطلاق والذي ارتبط بشكل أساسي بالرياضة، إذ لم يعد خافياً الدور الكبير الذي تلعبه المنافسات الرياضية المختلفة في رفع الأعلام الوطنية للدول، وحلقات مشوقة تتابعها وسائل الإعلام في كل مكان. فرغم السلطة المطلقة لدول أوروبا والأمريكتين في الاستحواذ على المقاعد الممنوحة لهم من الفيفا إلا أن الرياضة تعد متنفسا لدول العالم الأخرى تخفف من وطأة القضايا القديمة، وتفتح قنوات للتواصل بين المجتمعات في جميع أنحاء المعمورة. وبطولة كأس العالم من أكثر الأحداث الرياضية مشاهدة على مستوى العالم، ففي نهائي كأس العالم شاهده مئات الملايين من الناس، فكل الحشود تجتمع حول حدث رياضي وتتفرق بقرار سياسي، فلم أجد تعريفا أفضل من هذا التعريف للسياسة بأنها تحتكر وسائل الإكراه ثم تحظى بالشرعية. هكذا، انطلق مفهوم الرياضة من علاقات بشرية إلى تواصل بدهي طبيعي أوجد الثقة بالذات والترفيه والمنافسة وتطوير المهارات فضلاً عن كونها إنجازات على الصعيد الدولي والفردي ومشاركات تجمع القارات في مكان محدد وتحت راية واحدة تسمو نحو دلالة واحدة رغم تعدد الألوان والثقافات، وما صنعته الرياضة في التاريخ الإنساني عجزت السياسة عن صنعه.

مشاركة :