أيام قرطاج الكوريغرافية تواصل رهانها على التعبير الجسدي الحر

  • 6/11/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعد جائحة كورونا التي فرضت تنظيم دورة رقمية، تعود أيام قرطاج الكوريغرافية في دورتها الرابعة التي تنطلق السبت إلى غاية الثامن عشر من يونيو الجاري. وتحتفي الدورة الرابعة بـ24 عرضا داخل العديد من القاعات والفضاءات العامة بمشاركة 22 فنانا كوريغرافيا، من تونس (13 عرضا) وفرنسا (6 عروض) وكندا (عرضان) وفلسطين (عرض واحد) وبوركينافاسو (عرض واحد) ومصر (عرض واحد). وستقام العروض الكوريغرافية بمسرح الأوبرا بتونس ومسرح الجهات والمسرح الوطني التونسي الحلفاوين وبقاعة الفن الرابع ومسرح الحمراء ومسرح الريو وبشارع الحبيب بورقيبة، حيث ستفتتح الدورة بعرض “ميزان” لإلياس التريكي (تونس)، ويسدل الستار بعرض “سيرك أبيض وأسود” من تونس لنوال اسكندراني، إنتاج مسرح أوبرا تونس وعرض “اكزاك” من فرنسا. الدورة الرابعة تكرم الفنان عماد جمعة وهو أحد أبرز رواد فن الكوريغرافيا والرقص المعاصر في تونس وأكد سليم بن صافية مدير المهرجان سعي منظمي أيام قرطاج الكوريغرافية لأن تكون الدورة الحالية منصة احترافية، وذلك ضمن سبع جلسات نقاش وموائد مستديرة حول العديد من المسائل في علاقة بالإبداع الفني في العالم العربي والنقد في مجال الإنتاج الكوريغرافي، بالإضافة إلى تنظيم 7 ورشات تطبيقية لاكتشاف عالم الرقص وعوالمه الاحترافية والفنية. وترفع الدورة الجديدة من المهرجان شعار المحافظة على البيئة رهانا وهاجسا ضمن حملة توعية وتحسيس على غرار توفير دراجات هوائية لتنقل الضيوف بدل السيارات وما تتسبب فيه من تلوث، لكنها تواصل أيضا في رهانها على التعبير الجسدي الحرّ، بعد أن أكدت في العام الماضي أن لا رقص دون كرامة. وصيغ بيان أيام قرطاج الكوريغرافية لهذا العام بالشراكة مع “شبكة معلومات حول الحراك الثقافي “اون ذو موف” تضمّن بالخصوص “حرية التنقل، حق عالمي” باعتبار أن حرية التنقل تندرج صلب حق الفرد في تطوير حياته الشخصية والمهنية والمشاركة بحرية ودون حدود في الحياة الثقافية كما ورد في إعلان “فريبورغ” لحماية حقوق الإنسان الثقافية سنة 2007. كما أكد البيان أهمية وضرورة حرية تنقل الأشخاص والأعمال في القطاع الثقافي والفني في منطقة البحر المتوسط وفي العالم، إلى جانب اقتراح توصيات بخصوص توعية المسؤولين والقادة السياسيين محليا وإقليميا ودوليا بأهمية القطاع الثقافي والفني ومساهمته في منوال التنمية وتعريفهم بالاحتياجات الهيكلية لهذا القطاع. وتضمنت التوصيات أيضا مسألة آليات التمويل التي تتلاءم مع الأشكال المختلفة للتنقل الثقافي والفني وذلك بهدف تحقيق عدالة جغرافية، بالإضافة إلى دمج الالتزام بقضايا البيئة في تنفيذ الممارسات المهنية الجديدة وإنتاج المشاريع الثقافية العابرة للقارات. وتكرّم الدورة الرابعة من المهرجان الفنان عماد جمعة وهو أحد أبرز رواد فن الكوريغرافيا والرقص المعاصر في تونس. والذي انطلقت مسيرته من الرقص الكلاسيكي إلى المعاصر، منذ بداية الثمانينات. وأسس «مسرح الرقص» سنة 1989. وفي عام 1998 أنشأ مشروع المركز الكوريغرافي المتوسطي في تونس. وهو حاصل على عدد من التتويجات والجوائز على غرار الميدالية الفضية لأفضل كوريغرافيا لألعاب الفرنكوفونية في باريس عام 1994. وقد تتلمذ على يديه أشهر الراقصين التونسيين، وتدرب تحت إشرافه الهواة والمحترفون في مجال الكوريغرافيا. وفي رصيده باقة مهمة من الأعمال والإنتاجات، منها ليلة بيضاء (1992)، أولاد البطحة (1999)، تونسي (2008)، صولو (2018). ويفتتح المهرجان بعرض لجمعة بعنوان “سلام”، وهو عرض راقص في شكل تحذير وتنبيه، يقرع ناقوس الخطر لإنقاذ الإنسانية في قيمها السامية والنبيلة من تهديد الاندثار والفناء. وهو دعوة من الجسد الراقص والثائر إلى تغيير السلوك ومراجعة التصرفات قبل فوات الأوان. ويسبح هذا العرض ضد التيار في مواجهة العديد من المؤسسات والمبادرات التي لا تتوانى عن تدمير المجتمع وتخريبه من أجل مصالح ضيقة وغايات تجارية بالأساس.

مشاركة :