مقابلة: خبيران فنزويليان: قمة الأمريكتين تسلط الضوء على تراجع نفوذ الولايات المتحدة

  • 6/11/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

سلطت القمة التاسعة للأمريكتين التي جرت هذا الأسبوع الضوء على تراجع نفوذ الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وفقا لمراقبين سياسيين فنزويليين. ولم يحضر قادة إقليميون رئيسيون القمة التي عقدت في الفترة من 6 إلى 10 يونيو في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، ويرجع ذلك أساسا للاحتجاج على استبعاد كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا، حسبما أشار الباحث والمحلل السياسي دييغو سيكويرا. وقال سيكويرا لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة يوم الجمعة إن الحدث انتهى بسلسلة من المقترحات الباهتة التي لا يتوقع أن يكون لها تأثير كبير على القارة. وأعرب عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة لم تعد تتمتع بمستوى الموثوقية والمصداقية الذي كانت تتمتع به في الماضي، وهو عامل منعها من الوصول إلى الأهداف التي حددتها في بداية القمة. وأفاد المحلل أن "عدم تحقيق الأهداف التي جرى تحديدها هو فشل. وحقيقة أنه لم يتم التوصل إلى الإجماع، بالقوة أو بالحيلة، يجعل هذه القمة فاشلة أيضا، وهذا الفشل هو عرض آخر للأزمة العامة التي تمر بها الولايات المتحدة". وذكر أن المقترحات الأمريكية لمعالجة واحدة من أكبر القضايا في المنطقة، وهي الهجرة الجماعية، "كانت مجرد إستراتيجيات متشابهة" أثبتت عدم فعاليتها في وقف تدفق المهاجرين. وأضاف أن الغياب الملحوظ للرؤساء الإقليميين والاحتجاجات خارج مكان انعقاد القمة يسلط الضوء أيضا على افتقار واشنطن إلى سلطة عقد الاجتماعات والغضب الشعبي من سياسة الولايات المتحدة تجاه أمريكا اللاتينية. وفي مرحلة ما، انتقد ناشط شاب لويس ألماغرو، الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية، التي تعقد قمتها بشكل دوري، لمشاركته المزعومة في الانقلاب الذي أطاح بحكومة بوليفيا في عام 2019. وقال المحلل إنه "ليس من السهل قول ما يخبئه، لكن تراجع واشنطن أصبح الآن عاملا لا جدال فيه في منطقتنا". وأوضح الباحث في العلاقات الدولية، لويس ريكاردو ديلغادو، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الخلاف، وليس الإجماع، هو ما ميز قمة 2022. وبيّن ديلغادو أنه "كانت هناك خلافات كبيرة بين الدول المشاركة، بشكل يتجاوز أي إجماع". ودائما ما كانت المبادرات المقترحة في القمة مجرد إجراءات شكلية بدون مضمون حقيقي، كما أورد أستاذ العلوم الاجتماعية في جامعة كارابوبو. وأوضح ديلغادو إن واشنطن اقترحت خطة للتعافي الاقتصادي تسمى شراكة الأمريكتين من أجل الازدهار الاقتصادي لا يتم تطويرها إلا مع شركائها الأكثر ثقة، مما "يشوه الطابع القاري الذي تزعمه". وأشار إلى أن النطاق المحدود للخطة هو نتيجة مباشرة لحقيقة أن البيت الأبيض "يصر على ضخ الأيديولوجية في علاقاته الدولية". وأضاف أنه نتيجة لذلك، فإن قمة الأمريكتين "لا تعدل بشكل كبير "الوضع الراهن" الحالي للعلاقات الدولية في نصف الكرة الغربي"، وبالتالي فإن تأثيرها سيكون عمليا "معدوما". وذكر ديلغادو أن "استبعاد دول مثل كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا أدى، من بين أمور أخرى، إلى غياب رئيس المكسيك، الدولة الرئيسية الناطقة بالإسبانية في المنطقة". وتابع أنه بالإضافة إلى ذلك، "لم يحضر العديد من قادة منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية القمة، مما قوض بشكل كبير قدرتها على عقد الاجتماعات وقدرتها على صنع القرار". وقال ديلغادو إن القمة أوضحت بشكل متزايد أن "أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لا تقبل استبعاد الحكومات والبلدان من المنتديات متعددة الأطراف، بغض النظر عن انتمائها الأيديولوجي".

مشاركة :