أبوظبي (الاتحاد) بحضور الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، نظم المركز مساء أمس الأول، محاضرة بعنوان «الاتجاهات العالمية» ألقاها معالي اللورد وليام هيج، وزير الدولة السابق للشؤون الخارجية ودول الكومنولث في المملكة المتحدة، وعضو مجلس اللوردات البريطاني عن دائرة ريتشموند حالياً. وشهد المحاضرة الشيخ فيصل بن صقر القاسمي، رئيس مجلس إدارة شركة الخليج للصناعات الدوائية «جلفار»، والدكتور فرحان نظامي، مدير مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، والسفير ريتشارد ميكبيس من مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، إلى جانب نخبة كبيرة من الخبراء والأكاديميين والدبلوماسيين والعسكريين والإعلاميين من داخل الدولة وخارجها. واستهل المحاضر حديثه بتوجيه الشكر والتقدير إلى مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وإلى مديره العام الدكتور جمال سند السويدي، على دعوته لإلقاء هذه المحاضرة، مشيداً بالدور الذي يلعبه المركز في إثراء الميدانين البحثي والفكري في المنطقة والعالم، وبجهود الدكتور السويدي في إدارة هذا الصرح البحثي العظيم. وعبّر اللورد هيج عن سعادته بالعلاقات الوثيقة التي تربطه بدولة الإمارات العربية المتحدة وبمدى التعاون المتبادل بين البلدين، كما عبّر عن سعادته في العمل حين كان وزيراً للخارجية مع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، ومعالي الدكتور أنور محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، مشدداً على أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت وستبقى شريكاً استراتيجياً مهماً لبريطانيا على الصعيدين السياسي والاقتصادي من خلال اتفاقيات التجارة المتبادلة بين البلدين، ومؤكداً استمرار هذه العلاقات ومتانتها. وتحدث اللورد هيج عن الوضع السائد في الشرق الأوسط وما طرأ عليه من تغيرات وتقلبات في كثير من الدول، وخصّ الأزمة السورية «المأساوية» على وجه التحديد، معتبراً أن التدخل العسكري الروسي في سوريا كان من أجل تكرار التجربة الأوكرانية وهو الحصول على حصة لها في كل بلد، وذكر أن ما جعل الأوضاع تتجه إلى الأسوأ، هو دخول الكثير من الجماعات المقاتلة، ما أدى إلى تعقّد الموقف وصعوبة الوصول إلى حلول سياسية لهذه الأزمة، ورحب اللورد هيج بقرار تشكيل «التحالف الإسلامي ضد الإرهاب» بقيادة المملكة العربية السعودية الذي أُعلن مؤخراً، وقال إن بريطانيا ستقف إلى جانبه وستعمل بشكل مباشر على التصدي للجماعات الإرهابية. وبصفته وزيراً مشاركاً في المفاوضات النووية مع إيران، قال: إن هذه المفاوضات كانت خطوة جيدة وقد أحرزت تقدماً ملحوظاً، ولكنه عبّر عن قلقه الشديد من السياسة الخارجية الإيرانية، ووصفها بالخطيرة جداً وذلك بسبب تدخلاتها المتعددة في بعض الدول وذكر منها: لبنان، والعراق، وسوريا، والبحرين، ولفت النظر إلى أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يجب أن تتنبه لهذه السياسة المرفوضة جملة وتفصيلاً. وذكر أن ثورة المعلومات والتكنولوجيا لعبت دوراً في تغيير المعالم على الصعيدين العربي والأوروبي، وأوضح أن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي كان له التأثير الأكبر والملموس في هذا التغيير من خلال قدرتها على توصيل المعلومات في فترة زمنية وجيزة إلى أكبر قدر من الناس.
مشاركة :