الوسيط الأميريكي آموس هوكشتاين الذي يعمل بشأن اتفاق حول الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل زار لبنان والتقى الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش ووزير الطاقة وفاوض مع نائب رئيس البرلمان ايلياس بوصعب رديف صهر الرئيس ميشيل عون جبران باسيل الذي لا يمكن أن يلتقيه لأنه تحت عقوبات أميريكية. طلبت القيادات اللبنانية من هوكشتاين بشكل عاجل ان يتوجه الى لبنان بحجة ان سفينة للاحتلال الإسرائيلي للتنقيب موجودة في مياه حقل كريش المتنازع عليه مع لبنان للتنقيب فيه عن الغاز. قضية الحدود البحرية بين الاحتلال الإسرائيلي ولبنان عادت الى الواجهة منذ ٢٠١٠ عندما قررت الولايات المتحدة بذل جهود لوساطة بين البلدين. في يوليو ٢٠١١ حدد الاحتلال الاسرائيلي رسميا منطقتها الاقتصادية. بعد ذلك في أكتوبر ٢٠١١ أصدرت الحكومة اللبنانية مرسوم رقم ٦٤٣٣ يحدد منطقتها وقدمته رسميا الى الأمم المتحدة، في ٢٠١٢ اقترح الوسيط الاميريكي فريديريك الخط الحدودي ٢٣ الذي عرف لاحقا بخط هوف ليعطي ٥٥ في المئة من المنطقة المتنازع عليها للبنان و٤٥ في المئة منها الى الاحتلال الاسرائيلي. وافق الاحتلال الاسرائيلي واختلفت الآراء في القيادات اللبنانية كالعادة في فبراير ٢٠٢٠ عادت المفاوضات بإشراف الأمم المتحدة ورفض الوفد اللبناني الخط ٢٣ وطالب بتوسيعه جنوبا الى ١٤٣٠ كمتر مربع إضافي على خط هوف الذي يعطي للبنان ٨٦٠ كمتر مربع. تم رفض هذا المطلب من هوكشتاين والإسرائيليين، ثم عندما لاحظ اللبنانيين ان سفينة انتاج الغاز للشركة الإسرائيلية الأمريكية انيرجيان أصبحت في مياه الحقل الإسرائيلي كاريش هرول اللبنانيين لدعوة هوكشتاين والقول له إنهم يوافقون على الخط ٢٣ مقابل حقل قانا الذي يقع فيه حوالي ٨٠ في المئة من بلوك تنقيب تديره توتال اينيرجي بمساهمة ايني الإيطالية و الروسية نوفاتيك والذي ما زال ينتظر اتفاق ترسيم الحدود قبل أن تبادر الشركات للعمل فيه. وقد ظهر امين عام حزب الله حسن نصرالله ليقول للبنانيين عشية وصول الوسيط الاميريكي انه يثق بالرئيس عون وانه يقف خلف الدولة اللبنانية . مضحك ومبك فعلا ان حزب الله الذي يملك جيش غير شرعي وقرار الحرب ان يقرر فجأة انه يقف خلف الدولة . ولكنه في الوقت نفسه أسمع اللبنانيين تهديد بضربة السفينة الإسرائيلية اذا تجرأت على العمل واقع الحال ان كان بإمكان لبنان ان يوافق على الخط ٢٣ منذ ٢٠٢٠ وحتى قبل ذلك. لقد أضاع المسوؤلين سنوات في الخلافات والمزايدات حتى قرروا اثناء انهيار البلد انهم بحاجة الى الغاز. فالاحتلال الإسرائيلي ينتج الغاز وتصدره الى مصر وتتفاوض مع أوروبا لتصدير جزء من غازها اليها نظرا لتقليص أوروبا امدادات الغاز الروسي . والتنقيب في حقل كاريش الإسرائيلي الذي ايقظ القيادة اللبنانية بدأ منذ ٢٠١٩ وهي الآن قيد ربط الحقل بانبوب على الشاطئ الاسرائيلي لمعالجته لاعادة ربطه بانبوب يوزع الغاز داخليا . فالاحتلال الاسرائيلي لم ينتظر المفاوضات لترسيم الحدود مع لبنان وهي منتجة للغاز منذ بضعة سنوات، اما لبنان الذي يشهد حسب البنك الدولي انهيار اقتصادي من بين اخطر ثلاث انهيارات اقتصادية شهدها العالم منذ ١٨٥٠ فقياداته ادركت فجأة انه سيفتقد ثروة الغاز لذا اسرعت في الرد على الوسيط الاميريكي هوكشتاين الذي هو بحاجة الى انجاز دبلوماسي. فقبله جاريد كوشنير انجز اتفاق ابراهام بين الامارات وإسرائيل وهوكشتاين يطمح الى نجاح وساطته بين لبنان وإسرائيل. وهوكشتاين يعرف نفوذ جبران باسيل ولو أنه لا يفاوض مباشرة معه ولكن التفاوض مع أبو صعب هو قناة باسيل لعون ولحزب الله. وانتخابات الرئاسة في لبنان بعد الصيف وطموحات باسيل قد تعطي نتائج لهذا التفاوض .
مشاركة :