قال تبارك وتعالى: ﴿كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام﴾ وقال الله عز وجل: ﴿ولا تدع مع الله إلهاً آخر لا إله إلا هو كل شي هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون﴾ وقال الله جل شأنه وعز سلطانه: ﴿كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون﴾. وقال النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: (إن روح القدس نفث في روعي أن لا تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب) ويقول النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم (أكثروا من ذكر هادم اللذات يعني الموت). إن القلم ليعجز واللسان يتلعثم والكلام يقصر في ذكر محاسن الشيخ أحمد بن عبدالله العامودي رحمه الله فهو من أعيان مدينة جدة ومن تجارها المشهورين، كان رزيناً حصيفاً ورعاً وممن يعبد الله على بصيرة ويُذكِّر وينصح ويرشد ويوجه للخير، قدس الله روحه ونور ضريحه، كان تقياً ورعاً عابداً ناسكاً بشوشاً خلوقاً وصولاً يحث على الأخلاق الكريمة ويذكرنا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء)، ويذكرنا حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) كان رحمه الله ممن يصل رحمه كما هو معروف عنه وكان رحمه الله تاجراً صدوقاً معروفاً عنه حب الصدق وتحري الصدق آخذاً بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء). كان رحمه الله خلوقاً وموحداً يدعو إلى توحيد الله تعالى والاعتصام بكتاب الله وإلتزام سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمحافظة على الصلوات والذكر، كان رحمه الله تعالى سهلاً ليناً يحث على الصدق والصيام والصدقة وبر الوالدين والصلة، سباق في ميادين الخير والمساهمة للجمعيات والمشاريع الخيرية وتجد بصمته في أعمال البر والإحسان والصدقات، كان كثير الدعاء والذكر، كان يحب جيرانه وأقاربه وجماعته والمسلمين عامة ويحنو على الضعفاء والأيتام والأرامل ومن يرتاده، كان رحمة الله عليه يحرص على فعل الخير ويبذل المعروف ويكره الإساءة إلى الآخرين والتجني على الأبرياء، ويحب الصالحين، ويحب عمل الخير والمعروف والبر والإحسان وينافس في فعل الخير والمسابقة إليه، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحب التفاهم والبسط في الحديث آخذاً بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) ويكره الحسد والجشع والبغضاء والتدابر آخذاً بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا......) وكان رحمه الله يكرم الضيف ويُعين على نوائب الحق وصلة الأرحام ويحنو على الأقارب والأصدقاء آخذاً بما جاء عن ام المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله تعالى عنها عندما قالت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : (كَلا وَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ) وكان رحمه الله تعالى يسدد ويقارب وأحسبه كما قال الله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً﴾. كان رحمه الله يقف إلى جانب اليتيم والأرملة والمساكين ويساعدهم ويواسيهم ويحنو عليهم، وكان من الفرادى الذين يأخذون بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللّه تحْتَ أيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مما يأكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِما يَلْبَسُ، ولا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ فإنْ تكلَّفوهُمْ فأعِينُوهُمْ) وكان رحمه الله يقرضُ من يسأله القرض آخذاً بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من مسلمٍ يُقرضُ مسلمًا قرضًا مرَّتينِ إلَّا كان كصدَقَتها مرَّةً) صححه الالباني بل كان يتجاوز عنهم ولا يطالبهم بل يعفو ويصفح أسئل الله جل في علاه أن يتجاوز عنه ويرفع درجته إنه سميع مجيب. كان رحمه الله يحب الصدق والوفاء والمناصحة وينصح ويرشد ويوجه، كان متفائلاً بالخير ليس بشؤوم ولا متطير موحداً تقياً رزيناً متأنياً رفيقاً آخذ بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه) كان رحمه الله ورعاً وصولاً يزور المريض ويشيع الجنائز ويشمت العاطس ويواسي الفقير وفي العموم له بصمات مشهودة في أعمال البر والخير والإحسان. سائل الله جل في عُلاه أن يجزيه الفردوس الأعلى في الجنة في مقعد صدق عندك مليك مقتدر وأن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا. كما أسأل الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقيض للأرامل والفقراء والأيتام من ذرية الشيخ أحمد العامودي رحمة الله عليه من يقوم على قضاء حوائجهم كما كان والدهم رحمه الله تعالى. رحم الله أبا محمد وأسكنه فسيح جناته ونسأل الله جل وعلا أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يريه مقعده في الجنة صباحاً ومساءً وأن يجعل الخير والبر والبركة والصلاح والتوفيق في ذريته وأحفاده وأسباطه.
مشاركة :