تتجه الأزمة السياسية الموريتانية لمزيد من التعقيد خلال الأيام القادمة، مع قرار الائتلاف الرئيسي للمعارضة العودة للنزول إلى الشارع اليوم الجمعة في تظاهرة منددة بحالة الانفلات الأمني التي تشهدها المدن الكبرى في البلاد، وعلمت الخليج أن جناح الصقور داخل الأغلبية الرئاسية يقترب من حسم خياره بتنظيم حوار بمن حضر، وذلك رغم قبول أغلبية المعارضة بموقف أقل تشدداً فيما يتعلق بضمانات الحوار المرتقب. ومما يميز نزول المعارضة الموريتانية اليوم للشارع هو أنه يتم في غياب أكبر أحزاب المعارضة التاريخية، وهو حزب التكتل الذي يقوده أحمد ولد داداه، الذي شهد انقساماً خرج بموجبه النائب البرلماني السابق محمد ولد أمين بتأسيس حزب جديد يدعى التناوب الديمقراطي. وأمام منتدى المعارضة الموريتانية اليوم الامتحان مزدوج، فمن ناحية عليه إثبات القوة الشعبية للمعارضة في وجه النظام، ومن ناحية أخرى عليه إثبات أن الحشد الجماهيري ليس حكراً على حزب ولد داداه، الذي يدعي أنصاره أنه يمثل شرعية المعارضة في هذه الفترة.
مشاركة :