مجموعة العشرين والتحديات المشتركة «2 من 2»

  • 6/18/2022
  • 23:49
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يشهد العالم اليوم كثيرا من الأحداث من حروب وخلافات وصراعات تجارية وعقوبات اقتصادية. ومن هذه الخلفية ستكون أجندة اجتماع مجموعة العشرين المقبل في إندونيسيا ساخنة ومحل خلافات بين الدول التي أسست هذه المجموعة التي كانت قدوة في حل قضايا العالم، خاصة الاقتصادية، حيث قادت كثيرا من جهود الإصلاح الضرورية، لكن نرى أن النظرة للدبلوماسية الشاملة اختلفت نوعا بسبب هذه الخلافات، خاصة الصراع بين الغرب وروسيا. كما نلاحظ أن التوترات الجيوسياسية والحرب والمخاوف الجديدة المتعلقة بالأمن القومي والتنسيق متعدد الأطراف للعولمة الذي ظهر في العقد الأول من القرن الـ21 لم يعد مجديا. لن يتسنى البدء بإعادة بناء الجسور الدبلوماسية وسلاسل التوريد إلا بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا. حتى في ذلك الوقت، ستكون فرص التقارب المفاجئ بين الولايات المتحدة والصين - ناهيك عن التقارب بين الولايات المتحدة وروسيا - منخفضة للغاية. وفي إطار السعي لتحقيق عديد من الأهداف نفسها التي وضعها ترمب، التزمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بسياسة متشددة تجاه الصين في مجال التجارة والتكنولوجيا ومجالات أخرى. ومن خلال التخلص من "الغموض الاستراتيجي" فيما يتعلق بالدفاع عن تايوان، ذهب بايدن إلى ما هو أبعد مما ذهب إليه ترمب فيما يتعلق بهذه القضية. لا يبشر هذا الموقف الدبلوماسي غير الواعد بالخير بالنسبة للجهود العالمية المنسقة، ولا سيما للتصدي لتغير المناخ. وبدلا من ذلك، سيصبح السباق على القيادة في الصناعات الاقتصادية الخضراء جزءا من المنافسة بين الولايات المتحدة والصين التي لا تخدم مصلحة أحادية. ويرى القادة الصينيون الأمر بالفعل على هذا النحو، وهم الآن متجهون بسرعة نحو الانتقال إلى المصادر المتجددة. إنهم على وشك رفع مستويات توليد الطاقة المتجددة من 29 في المائة من الاستهلاك في 2020 إلى 33 في المائة في 2025. إن خطة السلطات لمصادر الطاقة المتجددة التي تبلغ 450 جيجاواط في صحراء جوبي - ضعف حجم جميع الطاقة المتجددة المركبة في الولايات المتحدة - على وشك الانتهاء بحلول 2030. إن ميزة الصين في معادن الأرض النادرة الضرورية للبطاريات والتكنولوجيات الخضراء الأخرى تثير أيضا قلق الولايات المتحدة، حيث تعمل على خفض الإمدادات. وعلى نحو مماثل، تنظر إدارة بايدن إلى الاستثمار الوطني في التكنولوجيا الخضراء من منظور جيوسياسي. وبينما فشل الكونجرس الأمريكي في تمرير تشريعات هادفة، استندت الإدارة إلى قانون الإنتاج الدفاعي لدفع مزيد من الإنتاج المحلي من مصادر الطاقة المتجددة. إن السباق مستمر، وستتصاعد التوترات التجارية مع سعي الولايات المتحدة والصين لتأمين والحفاظ على تفوق إحداهما على الأخرى. من المؤكد أن هذه المنافسة يمكن أن تكون لها تأثيرات إيجابية في الكوكب حيث تستخدم كل قوة عظمى سياسات مختلفة لتحقيق هدف بلوغ صافي الانبعاثات الصفرية (على سبيل المثال، على السيارات الكهربائية أو البنية التحتية) لتحقيق أهدافها الخضراء الوطنية. لكن من غير المرجح أن تفوق الفوائد التكاليف المرتبطة بتصاعد التوترات الجيوسياسية وإضعاف الأهداف العالمية المشتركة والتنفيذ المنسق والمتسق للسياسات. يشير التاريخ إلى أن هذه الأهداف العاجلة ستتلاشى مع تنافس القوى الرئيسة على ميزة جيوسياسية قصيرة ومتوسطة المدى. يعد تراجع مهمة ودور مجموعة العشرين، كما كانت في عهدها في السابق، نذيرا وسببا للاضطرابات العالمية المنتظرة. خاص بـ «الاقتصادية» بروجيكت سنديكيت، 2022

مشاركة :