إن انضمام الاتحاد الإفريقي كعضو دائم في مجموعة العشرين، وله مقعد ثابت، يلقي مزيدا من الضوء على الطبيعة الحقيقة ظاهريا التي أبداها توسع مجموعة بريكس للانضمام إليها وتقديم الدعوة لها رسميا، الذي يضم مصر وإثيوبيا، لكنه لا يشمل دولا إفريقية أكثر أهمية، مثل نيجيريا. السؤال الأكبر الآن هو ما إذا كان الحصول على مقعد دائم على الطاولة من شأنه أن يجعل الاتحاد الإفريقي ذاته هيئة أكثر فاعلية. منذ اجتماع "بريكس"، تحدثت مع أشخاص يعتقدون ويزعمون أن مجموعة الدول السبع لا تزال هيئة شديدة الفاعلية مقارنة بمجموعة العشرين، كما يتضح من التضامن الذي أبدته في قضايا، مثل الحرب التي اندلعت في أوكرانيا. الحق أنني أختلف معهم في الرأي. فرغم أن لغة البيان الختامي لمجموعة العشرين بشأن الحرب كان ليفضله قادة أوكرانيا، فإنها كانت قوية بالقدر الكافي لإرسال إشارة واضحة إلى آخرين ربما يرغبون في انتهاك الحدود المعترف بها دوليا. كما نقل البيان للحكومة الروسية أنه ينبغي لها ألا تتوقع حتى أي دعم ولو سطحي من بعض من أصدقائها المفترضين في مجموعة بريكس. وبطبيعة الحال، لا يمنع الإعلان الدول الغربية أو القادة الأفراد من إدانة الحرب بعبارات أكثر قوة. النقطة الأقرب إلى صميم الموضوع هنا هي أن الصوت الذي يشكل أهمية حقا عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا ليس صوت مجموعة الدول السبع، بل صوت منظمة حلف شمال الأطلسي ـ تماما كما تمثل مجموعة العشرين الصوت الجمعي الذي يعد مهما حقا عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد العالمي، وتغير المناخ، والصحة العامة، وعدد كبير من القضايا الأخرى. وبقدر ما يحب زعماء مجموعة الدول السبع أن يتصوروا أنهم ما زالوا يتمتعون بنفوذ كبير في الشؤون العالمية، فإن الواقع يشير إلى خلاف ذلك. الخلاصة الأكثر أهمية من قمة نيودلهي، هي أننا لن نتمكن أبدا من التعامل مع التحديات العالمية الكبرى ما لم تنضم القوى الناشئة الكبرى إلى الجهود المبذولة في هذا الصدد. صحيح أن منتقدي مجموعة العشرين سيردون بأنها أكبر حجما وأقل عملية من أن تكون فاعلة. لكني أود ببساطة تكرار ما كتبت في 2001، عندما ابتكرت لأول مرة المسمى المختصر BRIC. وذكرت آنذاك أن الدول الأعضاء في منطقة اليورو إذا كانت راغبة حقا في إظهار إيمانها بديمومة مشاريعها المشتركة، فإنها كانت لترسل مندوبا واحدا فقط إلى التجمعات الدولية، مثل مجموعة العشرين، بدلا من أن ترسل كل منها مندوبا منفردا. كان ذلك سببا لجعل المجموعة أكثر عملية، كما أسس لسابقة قوية. وإذا فعلت كتل أخرى، بما في ذلك "بريكس"، الشيء ذاته، فستكون النتيجة مجموعة حوكمة عالمية لائقة حقا للغرض منها. خاص بـ «الاقتصادية» بروجيكت سنديكيت، 2023.
مشاركة :