صناعة الترفيه محرك للنشاط الاقتصادي في الأسواق الصاعدة «3 من 3»

  • 6/18/2022
  • 23:48
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اشترطت الدول الأوروبية منذ فترة طويلة أن يكون جزء معين من المحتوى الذي يتم بثه عبر الإذاعة والتلفزيون، أو عبر الإنترنت في الوقت الحالي، من إنتاج محلي، وصممت الصين نظاما تتم فيه مراقبة المحتوى الأجنبي بدقة، ما أدى إلى تقوية البث عبر الإنترنت الذي تهيمن عليه شركتا تينسينت وآیکی الصينيتان. وبسبب الحساسيات الثقافية في الهند، اضطرت الشركات الأمريكية الكبرى، إلى تصحيح مسارها للحفاظ على نمو الأعمال التجارية. وقال جويل والدفوجل، أستاذا الاقتصاد في جامعة مينيسوتا، إنه رغم ذلك تركز دور الأسواق التي تعمل فيها الشركات العملاقة الأمريكية، مثل "نتفليكس" و"أمازون"، على تيسير التجارة الحرة أكثر من مجرد الهيمنة الثقافية. وعلق الدفوجل، الذي يدرس مدى تأثير رقمنة المحتوى في الاقتصادات الإبداعية "المفاجأة السارة هنا هي أن هذه التجارة تنطوي على التزام متبادل. إذن المنافسة كبيرة الآن، وما رأيناه على المدى الأطول قليلا هو أن تكاليف الإنتاج تراجعت كثيرا حتى إنها أدت إلى حدوث فورة في إنتاج الموسيقى والأفلام". ويشير الدفوجل، في كتابه الصادر في 2018 بعنوان "النهضة الرقمية"، إلى أن رقمنة المحتوى تعد إيذانا بعصر ذهبي للثقافة الشعبية. وجعلت التكنولوجيات الجديدة القدرة على صناعة الأفلام في متناول عدد أكبر من الشركات. وفي الوقت نفسه، وسعت خدمات الإنترنت نطاق قنوات التوزيع. وبالنسبة للأفلام، يعني ذلك تجاوز المسارح التقليدية وإصدارات شباك التذاكر. وفي خضم الجائحة، تسارعت وتيرة هذا الاتجاه حتى في أسواق مثل الهند، حيث تأخرت عن الولايات المتحدة في البث عبر الإنترنت. ووضعت خدمات البث عبر الإنترنت الأفلام المنتجة بميزانية مخفضة مع الأفلام باهظة التكلفة على المنصة نفسها. "وتعد المنتجات الثقافية أمثلة متطرفة على المنتجات، حيث يكون من الصعب للغاية التنبؤ بوقت اتخاذ القرار الاستثماري بالمنتج الذي سيحقق نجاحا، أي سيجذب المستهلكين. فهناك تعبير في هوليوود يقول: "لا أحد يعرف شيئا". ومع ذلك، فقد أدى ظهور خدمات البث عبر الإنترنت إلى استنباط بعض التخمينات من إنتاج الأفلام. فمن المنظور الاقتصادي، أدت الإنترنت إلى تحقيق وفورات الحجم والنطاق، ما يعني أن هناك مزيدا من العرض والطلب على المحتوى الإبداعي بكميات أكبر وأكثر تنوعا. ومن خلال التوافق بين المشاهدين وما يريدون مشاهدته بسهولة أكبر، أمكن إنشاء نموذج أعمال أكثر كفاءة يمكن تعديله ليلائم أي مكان في العالم تقريبا. وكانت هذه أخبار سارة للأسواق الصاعدة التي لديها أعداد كبيرة من الجماهير الأسيرة لما يعرض عليها ولديها القدرة على إنتاج المحتوى. فقد أسهمت خدمات البث عبر الإنترنت المقدمة من "نتفليكس" و"أمازون" بدور أساسي في توفير وسيلة عرض أخرى لصناعتي التلفزيون والأفلام في هذه الأسواق وزيادة المنافسة مع الجهات المحلية للبث عبر الإذاعة والتلفزيون. ويرى خبير من شركة ميديا بارتنرز آسيا: "بالنسبة لأي منتج، ليس هناك ما هو أفضل من رؤية أعماله خارج النطاق الجغرافي الطبيعي الذي يوجد فيه. أما بالنسبة للكيانات الثقافية في بلد ما، سواء حكومات أو مؤسسات، فإن وجود قصة تستعرض بلدها، قصة تحمل قيم البلد وتعطي اسما عالميا للمحتوى الخاص به لهو أمر غاية في الأهمية أيضا، لأن كل ذلك يعود في شكل مساهمات اقتصادية". وجاءت الفرصة إلى أهوجا، منتجة فيلم Namaste Wahala، من خلال دعوة لحضور حفل إطلاق عمل فني جديد مع مديري "نتفليكس" في لاجوس في شباط (فبراير) 2020. وحظيت الإعلانات الترويجية التي سبقت عرض فيلمها بالاهتمام، وكان من المقرر عرض الفيلم في دور السينما النيجيرية في نيسان (أبريل) 2020، لكن الجائحة وقعت آنذاك. وأتاحت شركة البث العملاقة الفرصة المطلوبة. وتقول أهوجا: "أشعر أن السوق في الوقت الحالي هي سوق المحتوى. ولا أعتقد أن هناك حدا لمقدار المحتوى الذي يمكن طرحه في هذه السوق".

مشاركة :