قدرة الإيرانيين الشرائية تتآكل على وقع تضخّم متسارع 

  • 6/20/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ينهمك علي بتقطيع ذبيحة الغنم التي تسلّمها للتوّ في ملحمته بجنوب طهران، تمهيدًا لبيعها إلى زبائن يشكون مثله تراجع قدرتهم الشرائية مع ارتفاع كبير في نسبة التضخم تشهده إيران ويعدّه خبراء الأكثر حدة منذ عقود. ويقول علي (50 عامًا) لوكالة فرانس برس: «إن مبيعاته تراجعت بشكل كبير، إلى النصف تقريبًا.. قدرة الناس الشرائية تراجعت بشكل هائل». ويضيف على الرصيف حيث ينتظره بعض الزبائن في منطقة مولوي التجارية «ماذا يمكنني أن أقول؟ أنا جزّار لكن أحيانًا لا آكل اللحم مرة في الأسبوع ارتفعت أسعار كل شيء». وتعاني إيران من أزمة اقتصادية ومعيشية حادة تعود بشكل أساسي إلى العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها على طهران منذ قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحاديًا من الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني عام 2018. وانعكست الأزمة على مختلف جوانب الحياة، مثل تراجع العملة المحلية وتجاوز نسبة التضخم عتبة الـ40% سنويا منذ 2018، وفق خبراء. ويؤكد المحلل الاقتصادي سعيد ليلاز أن استمرار هذه النسبة «لأربعة أعوام متتالية غير مسبوق والأشدّ منذ سنوات الحرب العالمية الثانية». ومنذ أسابيع، يسجّل التضخم تسارعًا إضافيًا بعد إعلان حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي في النصف الثاني من مايو، تعديلات على نظام الدعم ورفع أسعار مواد أساسية مثل الطحين واللحوم والبيض وزيت الطهو. ونزل المئات إلى الشوارع في الأسابيع الماضية في مدن عدة رفضًا لارتفاع الأسعار، وأتت هذه التحركات الاحتجاجية لتضاف إلى أخرى تنفذها منذ أشهر قطاعات مهنية مختلفة، للمطالبة بتحسين الأجور ورواتب التقاعد لتأخذ التضخم في الاعتبار.

مشاركة :