أجهزة أيّ كلام - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 12/19/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أسمّي أولئك الذين ينهبون البلد عن طريق توريد آليات وخامات وأجهزة رديئة لصوصا. وأُسمّي الدول التي تُسهّل لهم ذاك العمل قطّاع طرق محترفين. قررت تلك المجموعات الاستفادة من ثروتنا النفطية فأجادت التحايل الصناعي وصارت تبيعنا كل رديء. كذلك صار بعض تجارنا، وهم شركاء في الإثم يثرون من استيراد بضائع رديئة بل قاتلة. رصدتُ حالتين، أو فاجعتين كان سببهما سوء تصنيع مُعدّة كهربائية. واحدة مميتة والأخرى سبّبت أثرا مستديما فى رقبة مستعملتها، نشافة شعر (استشوار) واحتاج الأمر الى جراحة تجميلية. ولا رأي عندي حول هذا الموضوع إلاّ القول بأن تجار ومستوردى (أجهزة أى كلام) يغامرون بمصير الناس والمهنة ويضعون المخلصين من التجار موضع تساؤل (الشرّ يعمّ). زرت تايوان وأطلعتُ صاحب مصنع قُدّر لنا زيارته على توصيلة عاديّة، قوّة احتمالها ضعيفة جدا، تصلح لتشغيل ساعة حائط، أو جرس، أو إضاءة بسيطة. وقال أصحاب المصنع: إننا نقوم بتقليل التحمّل، ونضع اسلاكا رفيعة بناء على رغبة "وكيل" المورّد السعودى. من أجل خفض التكلفة، لأن النحاس غالٍ. وهكذا تدور المأساة. وأعجب من بعض تجارنا كيف يغوصون فى أُمور غريبة كهذه بعيدة عن علم وآداب المهنة وأخلاقها التى عُرفت عن آبائنا قديما. من قائل إن التجار الممارسين لهذا النوع من الاستيراد لا يخشون التورّط في مطالبات تعويض او تشهير أو محاكمة أو شطب اسمه من سجلات الغرف التجارية، أو إعطاء اسم مؤسسته إدارات الجمارك. وقائل آخر إن الخيار للمستهلك (وهذا صحيح) لو لم يعرض عليه التاجر تجارة تُسبب له الموت أو العاهة. جانب آخر من الموضوع تطرّق له الكثير، وهو كثرة وتضارب أشكال القوابس (الفيشات) ففى جدارك شيء.. وتجد وسيلة توصيل المعدّة الجديدة شيئاً آخر.. أى أنك تحتاج الى "فيش" لتوصيل "الفيش"..!!. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :