قفزنا قفزة عالية في بنية جامعاتنا. من فرع جامعة الملك سعود بعليشة بالرياض - آنذاك - إلى جامعة نورة . فأين هذه من تلك. وحتى وقت قريب كانت الجامعات عندنا تلوم التعليم الثانوي وقبله المتوسط على نوعية المخرجات. امرأة تقول عن طفلتها الصغيرة : إنها ستدخل جامعة " ما أحد دخلها قبلها " إمعانا في حب الامتياز . فقال أحد الحاضرين : هذي جامعة غير معترف بها. تملَّكت الشرقيين - ونحن منهم - عقدة أو مركّب كلمة «جامعة» للرمز إلى الدراسات العليا. وبُعيد الحرب العالمية الثانية بدأت المجتمعات التربوية في الغرب تتآلف مع كلمة «كلية» أو «معهد» وتَبع هذا المنوال مجتمع كالهند وماليزيا وغيرهما. فلندن سكول أوف إيكونوميكس، لاحظوا كلمة «سكول» SCHOOL، تكاد تغطّي شهرتها ما جاورها من جامعات بريطانية. لأنها - من اسمها - تخصّص في حقل من حقول المعرفة. ذات خاصّية أو صفة مُميزه، ذات علاقة رئيسة بميدان الاقتصاد بتشعّباته المختلفة. حقل اختصاص، هذا أيضاً ما أتى به الأمريكيون في «كلية» أو «معهد ماساتشوستس» وما أتى به البريطانيون في ال «إمبيريال كوليج». وهذه لا تحمل أوراقاً رسمية بشعارات وايقونات تقول إنها «جامعة» لكن دوائر التربية والسياسة والعلوم في تلك البلدان أعطتها المجاز المعتمد والتفويض الصريح بمنح أرقى الشهادات الأكاديمية. ورأيي أن كلمة «جامعة» ليست جوهر الموضوع أو لُبّه، أو روحه. بل الأهمية فيما يُستخلص من إنشائها. وأريد أن أضيف شيئاً وهو أن المعاهد أو المنشآت البحثية والتدريبية تحتاج إلى بنية تحتية مثل اسكان هيئة التدريس، سكن الطلاب، سكن الطالبات ورعايتهن. تجهيز المختبرات والمعامل، وأماكن الحصص المخبرية. ونتفق أن مجمل هذه التكلفة قد يكون أقل من انشاء «جامعة» هنا وجامعة هناك. بها كليات تُنتج خبرات ومعارف تعداها الزمن وتجاوزها سوق العمل. «الجامعة» باسمها التقليدي في الغرب تعني تنفيذ المباني لتضم كل شيء، رعاية طبية، سكناً، مستلزمات البحث والدرس، حتى مضمار المشي وملاعب الرياضة، رُبّما لأنهم رأوا أن نفسية الطالب وعضو هيئة التدريس أثمن من أن تتعرضا لهموم المواصلات والبحث عن سكن، وحمل هواجس مخاطر الطرق. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :