أثمرت مراكز البحث العلمي ثماراً كُبرى، أثَّرت على حركة العلوم والاقتصادات التطويرية، ونوعية الحياة المتسارعة بل والمتزاحمة منذُ ق 20، لتحتل المكانة الأولى، بل الأولوية القُصوى لدى حكومات العالم قاطبة.. خاصة بعد تحول الحروب من عتاد الأسلحة وتجييش الجيوش إلى الطائرات (الدرون) والمُسيرات، والمُفخخات الاليكترونية.. كل ذلك وغيره جعل البحث العلمي يتحول إلى صناعة عملاقة، برزت لتُصبح مُؤشراً دقيقاً لقياس تطور أي دولة ومقدار قوتها السياسية والاقتصادية، ومكانتها بين دول العالم. وقد رأينا تصنيف مؤشر «نيتشر» البريطاني، وهو تصنيف لما يزيد على 10 آلاف منظمة بحثية عالمية، بمقاييس، (AC)، وهو مقياس يعبر عن عدد الأوراق البحثية المنشورة التي ينتسب مؤلفوها إلى المؤسسة، وثانيهما مقياس كسري (FC)، وهو مقياس تقريبي لمدى إسهام المؤسسة في بحثٍ معين. ويقيس مدى إسهام كل بحث من البحوث المنشورة في 82 دورية علمية عالية الجودة، تختار لجاناً مُستقلة من الباحثين في مجالات العلوم الطبيعية المختلفة، مما يُؤهلها لتصبح رائدة في مجالاتها، لذا نرى تصنيف عام 2019 للمؤسسات العلمية في العالم بريادة جامعات السعودية ومصر بالأخص في أقوى أداء، من بين الدول العربية الـ(16) التي يتتبع أداؤها بناءً على الإنتاج البحثي، كانت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) بالمقدمة بمقياسٍ كسري بلغ 103.76. تليها بفارقٍ كبير في المركزين الثاني والثالث جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود، بمقياسٍ كسري بلغ 9.93 و6.43 على الترتيب، وتضعها في المركز الرابع على مستوى الشرق الأوسط. لتحتل مكانًا في قائمة أفضل (100) مؤسسة بحثية على مستوى العالم، بل واحتلت ثلاث جامعات سعودية المراكز الثلاثة الأولى بين أفضل المؤسسات العربية، وخمسة مراكز من المراكز العشرة الأولى تحقيقاً لرؤية المملكة 2030. والآن ونحنُ في 2022، تصدر التعليم بالسعودية الطموحة بشبابها البحثي والعلمي التي توليها حكومتنا الرشيدة ورؤيتها الحالمة قائمة الدول العربية، وجاءت بالمرتبة الـ30 عالميًا في مؤشر «نيتشر» لتقييم الدول والجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة لعام 2022 في جودة الأبحاث العلمية، ضمت 26جامعة سعودية بعدد 448 بحثًا منشورًا بالمجلات، مقارنة بـ16 جامعة فقط في 2018، ليكون التتويج السعودي من واقع البيانات بالاستناد على النشر العلمي في أفضل 82 مجلة علمية عالمية.
مشاركة :