التبادل التجاري بين البلدين ارتفع إلى أكثر من 2 مليار دولار عام 2021 الاقتصاد الصيني مازال الأكثر نموا في العالم للعام الـ15 على التوالي الصين تدعو إلى الحوار والتفاوض لإنهاء الحرب في أوكرانيا أشادَ سفيرُ جمهوريةِ الصين الشعبية لدى مملكة البحرين السيدُ أنور حبيب الله بمستوى التطورِ في العلاقاتِ الثنائيَّةِ بين البحرين والصين، وأكَّد أنها تشهدُ تطورًا مستمرًا في ظل التشاورِ والتنسيقِ المتواصلِ بين قيادتي البلدين جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الصيني شي جين بينج. وأضاف: «أن البحرين تعدُّ شريكًا مهمًّا لجمهوريةِ الصين الشعبية في منطقةِ الخليجِ العربي»، مؤكدًا أن علاقاتِ التعاونِ بين البلدين استعادت قوةَ الدفع خلال عام 2021 رغم جائحة كورونا، وارتفع التبادلُ التجاري بين البلدين إلى 2,189 مليار دولار أمريكي بنسبة زيادة بلغت 16,24%. وفيما يتعلقُ بالحربِ في أوكرانيا، أكَّد السفيرُ الصيني أن حكومتَه تساندُ كلَّ المبادراتِ الدوليَّةِ الراميةِ إلى إنهاءِ الحربِ بالطرقِ السلميَّة، وتخفيف حدة الأزمة الإنسانية الناجمةِ عن الحرب، مؤكدًا موقف حكومته الثابت في الدعوة إلى الحوارِ والتفاوضِ لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وعن أسبابِ اندلاعِ الأزمةِ والحرب في أوكرانيا، أكَّد السفيرُ الصيني أن استمرارَ توسع حلف «الناتو» شرقًا باتجاه الحدود مع روسيا قادَ في نهايةِ المطاف إلى تفجُّرِ الأزمةِ واندلاعِ الحرب، مشيرًا إلى أن الولاياتِ المتحدةِ تواصلُ تقديمَ الأسلحةِ إلى أوكرانيا، ولا تبذلُ جهودًا لإنهاء الحرب، داعيًا كلَّ الأطرافِ الدوليَّةِ إلى تحمل مسؤولياتها والتحرك سريعًا لإنهاء الحرب في أسرع وقتٍ ممكن. ومن جانب آخر أشار السفير الصيني إلى أن بلادَه تدعو إلى تحقيقِ الأمن المتوازن على المستويين الإقليمي والدولي عبر التعاونِ المشترك بين كل الأطرافِ الدولية، رافضًا فكرةَ الأمنِ المطلق أو الحصري لطرفٍ على حساب الأطرافِ الأخرى. وعن سياساتِ الصين في مواجهة كورونا، أكَّد أن بلادَه ملتزمةٌ بسياسة «صفر كوفيد» في مواجهة الجائحة، الأمر الذي يحققُ الأمانَ للمجتمع الصيني وحماية حياة الناس، وفي الوقت نفسه تهيئة الظروف لاستمرار نمو الاقتصاد الصيني. وفي هذا السياق نوه بأن الاقتصادَ الصيني يواصلُ تصدرَه لكل اقتصادات العالم في أعلى معدل للنمو للعام الـ15 على التوالي، مؤكدا أن الاقتصادَ الصيني حقق نموا بنسبة 81% عام 2021 رغم تداعيات جائحة كورونا. وأشار السفير الصيني إلى أن اقتصادَ بلاده يواصلُ تطورَه محققًا ما يعادل 6 تريليونات دولار سنويًّا في حجم المبادلات التجارية مع دول العالم الأخرى، مؤكدا دورَ بلاده وإسهاماتها المتواصلة في الحفاظ على استقرار سلاسل الإنتاج والامدادات العالمية تفاديًا لأي أزماتٍ غذائيَّةٍ يمكنُ أن تواجهها دولُ العالم. { كيف ترى سعادتكم السيناريوهات المحتملة لنهاية الأزمة الأوكرانية؟ وما دور الصين باعتبارها دولة عظمى في إطفاء هذه المحرقة التي تضر كل شعوب العالم؟ وأكبر دليل على ذلك هو حرمان هذه الشعوب من طعامها اليومي (القمح) نتيجة عدم قدرة أوكرانيا على استمرار التصدير {{ إنني أشعر بالأسف تجاه حقيقة أن الصراع في أوكرانيا لم يهدأ منذ ثلاثة أشهر وقدا أضرَّ الجانبين الروسي والأوكراني وكل شعوب العالم. تأمل الصين أن تدفع تحقيق الهدنة وإنهاء النزاع عبر الحوار والتفاوض في أقرب وقت. لعبت الصين دورا بنَّاء كدولة مهمة في الأزمة الأوكرانية، وكان الرئيس الصيني شي جينبينغ قد قام بالتبادلات العميقة مع قادة عدة دول العالم لتقديم المساهمات وتوحيد الرؤى وتعزيز المحادثات ودفع السلام. إن موقف الصين من الأزمة الأوكرانية ثابت وواضح. يرى الجانب الصيني ضرورة احترام السيادة وسلامة الأراضي لكل الدول، وضرورة الالتزام بجميع مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وضرورة الاهتمام بالشواغل الأمنية المعقولة لكل الدول، وضرورة دعم جميع الجهود التي تسهم في حل الأزمة سلميا. كما تدعم الصين مختلف المبادرات والتدابير التي تساعد على تخفيف الأزمة الإنسانية الأوكرانية. في هذا الصدد، طرحت الصين مبادرة من ست نقاط وخصصت دفعات من المساعدات الإنسانية الطارئة لأوكرانيا. وظلت الصين تدعو المجتمع الدولي إلى تهيئة ظروف إيجابية للمفاوضات بين الجانبين الروسي والأوكراني وترك مجال للتسوية السياسية بدلا من إقامة العوائق لزيادة المقاومة، ناهيك عن صب الزيت على النار أو تأجيج الخلافات. علينا العمل معا على إقامة إطار أمني متوازن وفعال ومستدام إقليمي ودولي على أساس مبدأ الأمن غير القابل للتجزئة انطلاقا من مفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام. { كما تعلمون سعادتكم، أن شعوب العالم تمر منذ ثلاث سنوات بأحلك الفترات في التاريخ الحديث بسبب جائحة كوفيد 19. ومن المؤسف أننا وفي الوقت الذي بدأنا نشعر بنوعٍ من الانفراج والتخلص من براثن الكارثة، سرعان ما دخلت علينا مجاعةٌ جديدة ليست نتيجة الطبيعة وإنما من صنع السياسيين أنفسهم، ونحن نعلم أن روسيا ليست دولة توسعية. كيف ترون أنتم حقيقة هذه الحرب التي تدور والتي زجت بروسيا عسكريا في المعركة؟ {{ هناك عدةُ أسباب تاريخية وواقعية وراء أزمة أوكرانيا، أهمها تنفيذ عقلية الحرب الباردة وسياسة القوة هو السبب الجذري لها. على مدار أكثر من 30 سنة من إنهاء الحرب الباردة، لا يتخلى حلف الناتو باعتباره نتيجة المواجهات بين المعسكرات عن مهمته، بل أخلف بقيادة الولايات المتحدة وعده مرارا وتكرارا وقام بتوسيع الحلف شرقا 5 مرات حتى مد حدوده بأكثر من ألف كيلومتر إلى الشرق وإضافة عدد دول إلى أعضائه من 16 إلى 30 ونشر عدد كبير من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية المتقدمة عند الحدود الروسية، الأمر الذي يجعل أوكرانيا «مخفرا أماميا» من جانب واحد لمواجهة الجانب الآخر. وفي المرحلة الحالية، تدعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى إنهاء الحرب، غير أن الولايات المتحدة ليس لديها أي جهود ومساهمات في توحيد الرؤى وتعزيز المحادثات، بل تقدم الأسلحة لأوكرانيا في حين تفرض العقوبات على روسيا، الأمر الذي يؤدي إلى توسيع الصراعات وطول أمدها وتعقدها. على أي حال، فإن الأولوية الأولى هي تخفيف الوضع وإنهاء النزاع في وقت مبكر وتجنيب المزيد من التأثيرات في روسيا وأوكرانيا وكل العالم، وعلى الولايات المتحدة تحمل مسؤولياتها الواجبة بجدية واتخاذ الإجراءات الملموسة لتخفيف الوضع وحل المشكلة. { من المعروف أن الصين على علاقة متميزة مع الروس، أليس من الممكن أن يكون للصين دور قيادي في الوساطة بين الروس والأوكرانيين لإنهاء الحرب، فليس هناك أية دولة أخرى قادرة على أن تلعب هذا الدور الإيجابي بعد أن أصبح الغرب طرفا مباشرا في استمرار الأزمة. {{ إن الصين دائما تصدر حكما وتوضح آراء بشكلٍ مستقل وفقا لطبيعة الأمور مع التمسك بموقف عادل وموضوعي وتلعب دورا بنَّاء لتوحيد الرؤى وتعزيز المحادثات وتطرح المبادرات الصينية لحل الأزمة الأوكرانية. منذ اندلاع الأزمة، قام الرئيس الصيني شي جينبينغ باتصالاتٍ هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وغيرهم من قادة عدة دول في العالم، حيث أكد أن الجانب الصيني يدعم إجراء المفاوضات لتسوية الأزمة وحث جميع الأطراف على التمسك بالتسوية السياسية كوجه عام وتحقيق التسوية الشاملة عبر الحوار والتفاوض، بالإضافة إلى ذلك، شرح مستشار الدولة ووزير الخارجية وانغ يي موقف الصين ذا النقاط الخمس والتمسكات الخمسة من الأزمة الأوكرانية خلال محادثاته مع وزراء عدة دول في العالم وكبار المسؤولين. في أبريل من هذا العام، طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ مبادرة الأمن العالمي، حيث وضح الطريق لتسوية التحديات الأمنية العالمية. تجيب مبادرة الأمن العالمي بوضوح على تساؤلات قضية العصر المتمثلة في «نوع مفهوم الأمن الذي يحتاج إليه العالم وكيف يمكن للبلدان تحقيق الأمن المشترك»، وتتماشى مع تطلعات مختلف الدول لتعزيز التعاون الأمني العالمي، كما تسهم بالحكمة الصينية والحلول الصينية في مواجهة التحديات الأمنية التي بصددها عالم اليوم. ستواصل الصين لعب دور بنَّاء في الأزمة الأوكرانية. نأمل أن النزاع سينتهي في أقرب وقت ونأمل من الجانب المعني وقف صب الزيت على النار في هذا الصدد. { من الجوانب اللافتة خلال الأزمة الروسية الأوكرانية هو الموقف الخليجي والعربي من روسيا على المستويين الرسمي والشعبي، على الرغم من أن علاقات الدول العربية مع الغرب قديمة جدا. وهذا يدل على أن العالم بدأ يمر بمرحلة تحولات وتغيرات ربما لم يكن بالإمكان توقعها قبل عقدين من الزمن. ولكن في الوقت نفسه تعلم أن هذه الصراعات ستستمر لأن العقلية الغربية لم تستطع حتى الآن قبول الآخر، وما زالت السياسات الغربية ومنذ عهود الاستعمار ترى نفسها أنها صاحبة الرأي والشأن والقرار. كيف تنظر الصين كدولة عظمى إلى هذه التغيرات في الأسرة الدولية؟ {{ لا يزال عالم اليوم بعيدا عن الأمن والأمان، حيث تتضح وجوه التغيرات غير المسبوقة منذ مائة سنة أمامنا تدريجيا. تقوم فرادى الدول بإحياء عقلية الحرب الباردة وتصنع المواجهة بين المعسكرات للحفاظ على هيمنتها، مما يفاقم الاضطرابات والانقسامات، ويزيد من وطأتها على العالم الذي تكتنفه المشاكل. في ظل الترابط بين دول العالم اليوم، لن ينجح السعي وراء «الأمن المطلق» و«الأمن الحصري»، من الضروري التغلب على عقلية الحرب الباردة بلعبة الغالب والمغلوب واحترام وضمان أمن كل بلد واستبدال المجابهة بالحوار واستبدال الإجبار بالتفاوض واستبدال التحالف بالترافق واستبدال المحصلة الصفرية بالتنافع. تؤمن الصين بأن المَخرج الصحيح يكمن في تعزيز الوحدة والتعاون تحت راية تعددية الأطراف والعمل سويا على الدفع بإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. كما أشار إليه الرئيس شي جينبينغ قائلا: «في وجه الأمواج المتلاطمة من الأزمات مكون العالمية، إن دول العالم لا يجب أن تكون على متن أكثر من 190 قاربا صغيرا، بل تكون على متن سفينة كبيرة تشترك فيها بمصير واحد. القارب الصغير لا يتحمل الرياح والأمواج، بينما تستطيع السفينة العملاقة الصمود أمام الأمواج الهائجة. علينا تطبيق التعددية الحقيقية ومعارضة العقوبات الأحادية بأي شكل من الأشكال والاختصاص الطويل الذراع وإقامة إطار أمني إقليمي متوازن وفعال ومستدام على أسس مبدأ الأمن غير القابل للتجزئة». كان للرئيس الصيني شي جينبينغ مبادرة التنمية العالمية التي تهدف إلى دعوة المجتمع الدولي إلى إيلاء مزيد من الاهتمام بقضية التنمية وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة مختلف التحديات التي سببتها الجائحة وتلبية تطلعات الدول النامية لتسريع وتيرة التعافي الاقتصادي. إن نواة الأفكار للمبادرة هي وضع الشعب فوق كل الاعتبارات، وأهم الأهداف لها هو دعم تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة. يرى الجانب الصيني دائما أن التنمية المستدامة في التنمية الجيدة، والتنمية للجميع هي التنمية الحقيقية. إننا على استعداد للعمل مع كل الدول على استكشاف سبل تنفيذ هذه المبادرة على نحو جيد، وعدم ترك أي دولة تتخلف عن الركب، وعدم ترك أي مطلب متجاهل، وعدم جعل أي أحد متروكا، بغية بناء مجتمع المستقبل المشترك للتنمية العالمية. { ما تعليقكم على استمرار سياسية الإغلاق فيما يتعلق بالسفر إلى الصين مع إلغاء التجمعات الرياضية وغيرها من الفعاليات، في الوقت الذي اتجهت أغلب دول العالم إلى الفتح والعودة إلى الحياة الطبيعية بعد جائحة كورونا؟ علما بأن الصين كانت أول دولة استطاعت أن تسيطر وتتحكم في انتشار جائحة كورونا داخليا. {{ منذ تقشي جائحة كورونا، ظلت الحكومة الصينية تلتزم بمفهوم «الشعب أولا والحياة أولا» وتلتزم بمنهج الوقاية من الحالات القادمة من الخارج والحد من انتشار الجائحة في الداخل، وتلتزم بسياسة «صفر كوفيد» الديناميكية وتقوم بتعديل تدابير مكافحة الجائحة بناء على الوضع المتطور، وحققت إنجازات استراتيجية كبيرة في معركة مكافحة الجائحة. تختلف سياسة كل دولة لمكافحة الجائحة ولا توجد «الممارسات النموذجية» التي تناسب الجميع، تختار كل دولة سياستها لمكافحة الجائحة التي تتماشى مع ظروفها الواقعية وفقا لظروفها الوطنية. إن الصين دولة ذات عدد ضخم من السكان، حيث يبلغ عدد السكان الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما أكثر من 267 مليونا، ويزيد عدد الأطفال عن 250 مليونا، وأظهرت دراسات المحاكاة الجديدة للعلماء الصينيين والأمريكيين، أنه إذا تخلت الصين عن سياسة «صفر كوفيد» الديناميكية، فمن المتوقع وفاة أكثر من 1.5 مليون نسمة بفيروس كورونا. أثبتت الحقائق أن سياسة «صفر كوفيد» الديناميكية لا تتفق مع الظروف الوطنية فحسب، بل تنجح في حماية حياة الشعب وصحته وتنمية المجتمع، وكشفت دراسة نشرتها دورية «ذي لانسيت» في مارس الماضي أن التقديرات العالمية لعدد الوفيات الزائدة على 18.2 مليون شخص في فترة انتشار الجائحة، ويقدر معدل الوفيات الزائدة بـ120 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة على مستوى العالم ومعدل الوفيات الزائدة بـ179 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة للولايات المتحدة، مع المعدل المقدر بـ0.6 للصين فقط على صعيد العالم، برزت الصين باعتبارها الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي حقق نموا إيجابيا في عام 2020. وفي عام 2021، سجل ناتجها المحلي الإجمالي نموا بـ8.1%. وفي الربع الأول من العام الحالي، سجل نموا بـ4.8%. يوفر التنفيذ الفعال لسياسة «صفر كوفيد» الديناميكية الظروف اللازمة للحياة والإنتاج والتنمية الاقتصادية الطبيعية، الأمر الذي يجعل الصين قادرة على تقديم المساهمات لحفظ استقرار سلاسل الإنتاج والإمداد العالمية. رسمت الصين سياسة «صفر كوفيد» الديناميكية وتنفذها وفقا لظروفها الوطنية وتقوم بتعديل تدابير مكافحة الجائحة بناء على الوضع المتطور، الأمر الذي لا يهدف إلا إلى حماية حياة الشعب وصحته إلى الحد الأكبر، وتعمل الصين على صيانة التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة والمستقرة على أساس الإنجازات الجيدة في مكافحة الجائحة. وتمتلك الصين أساسا وظروفا وقدرة كافية على تحقيق «صفر كوفيد» الديناميكية، كما لدى الصين حكومة وشعبا كل الثقة في الانتصار في المعركة ضد الجائحة، بما يقدم من إسهامات كبرى لتعزيز التضامن العالمي في مكافحة الجائحة. { على صعيد العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية، ما أبرز المشاريع التي من المخطط أن تنفذها الصين في البحرين في الفترة القادمة؟ وما هو حجم الميزان التجاري والتبادل التجاري بين البلدين الصديقين؟ وإلى أي حد تأثرت هذه الإحصائيات خلال السنوات الثلاث الماضية مقارنة بما قبل الجانحة؟ هل هناك أي تسهيلات لتأشيرات السفر من وإلى الصين أمام شعوب الخليج العربي؟ {{ تعد البحرين شريكا مهما للصين في منطقة الخليج. ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 33 عاما، تطورت علاقات الشراكة الودية الثنائية بعمق باستمرار. وفي السنوات الأخيرة، بفضل الرعاية والقيادة للرئيس الصيني شي جينبينغ وحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حققت العلاقات الصينية البحرينية تطورات طويلة المدى وحقق التعاون العملي نتائج مثمرة وحافظ الجانبان على التنسيق والتواصل الوثيقين في القضايا الإقليمية والدولية وأحرز التشارك في بناء «الحزام والطريق» بين البلدين تقدمات جديدة باستمرار وخصوصا أن الجانبين يتبادلان الدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الآخر، بما عزز الثقة السياسية المتبادلة والتعاون الفعلي بين البلدين ويرتقي بالعلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى. من الناحية الموضوعية، تركت الجائحة تأثيرات سلبية معينة في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين. ولكن من دواعي السرور أنه في عام 2021 ازداد حجم التبادل التجاري بين البلدين في ظل الظروف الصعبة بعد تغلب الجانبين على تأثيرات الجانحة، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري 2.189 مليار دولار أمريكي بزيادة 16.24 % على أساس سنوي، ما يقارب حجم عام 2019 الذي يبلغ 2.383 مليار دولار أمريكي. واستعادت الصين مكانتها كأكبر شريك استيراد للبحرين في الربع الرابع من عام 2021، إذ بلغت قيمة الواردات الإجمالية من الصين ما يقارب 543 مليون دولار أمريكي. وفقا للتوافقات التي توصل إليها وزيرا الخارجية الصيني والبحريني في محادثاتهما في مطلع هذا العام، سيواصل الجانب الصيني دعم الجانب البحريني على بناء الرؤية الاقتصادية 2030 وتعزيز التعاون الثنائي في اتصالات الجيل الخامس والتجارة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي والبيانات الضخمة إلخ، والمشاركة النشطة في مشروع تطوير القطارات الخفيفة في المدينة ومشروع افتتاح حقول النفط والغاز وغيرهما من مشاريع التنمية الكبرى البحرينية واستكشاف التعاون في الطاقة المتجددة والفضاء وحث المزيد من الشركات القوية على الاستثمار في البحرين. بالإضافة إلى ذلك تجري الجهات ذات الصلة بين الجانبين التواصل والتنسيق حول تسهيل الحصول على التأشيرات. أثق بأن التعاون الصيني البحريني في مختلف المجالات سيترجم ثماراً ملحوظة أكثر باستمرار، بما يخدم البلدين والشعبين. { تلعب الصين باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم دورا مهما وتقدم مساهمات ضخمة لتنمية الاقتصاد العالمي والتعافي الاقتصادي العالمي بعد الجائحة. ولكن ما حدث منذ مطلع هذا العام من تصاعد الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وتفشي وتكرار الجائحة وإلخ يترك تأثيرات سلبية في الاقتصاد الصيني، فما هو الوضع الاقتصادي الصيني في المرحلة الحالية؟ وكيف تنظر مستقبل تنمية الاقتصاد الصيني؟ {{ منذ مطلع هذا العام، ما حدث في العالم من تسارع وتطور الوضع الذي لم يحدث منذ قرن من الزمان وتفشي وتكرار الجائحة واندلاع الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وتعقيد واضطراب الوضع في العالم بشكل متزايد شكل صدمة كبيرة للاقتصاد الصيني الذي يشهد التعافي الجيد، الأمر الذي أثار اهتمام المجتمع الدولي البالغ بالاقتصاد العالمي. عند مواجهة البيئة الداخلية والخارجية المعقدة، عملت الصين على التوفيق بين الوقاية من الجائحة والسيطرة عليها وبين التنمية الاقتصادية والتمسك باتخاذ استقرار الاقتصاد على رأس الأولويات والسعي وراء التنمية على أساس الاستقرار. أشار التقرير حول نظرة عامة على الاقتصاد المحلي الصيني في الربع الأول من العام الحالي 2022 إلى أن الاقتصاد المحلي الصيني يواصل الانتعاش والتطور، إذ سجل إجمالي الناتج المحلي ارتفاعا بنسبة 4.8% على أساس سنوي، وشهد مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاعا معتدلا، وحافظ وضع التوظيف على الاستقرار بشكل عام، وتم تعديل وتحسين التركيبات الصناعية باستمرار وتحقيق نتائج لتنشيط الاقتصاد الصناعي وضمان معيشة الشعب بشكل فعال، وانتعش معدل نمو الاستثمار بسرعة، وحافظت التجارة الخارجية والاستثمارات الموجهة إلى الخارج على الاستقرار، وانخفضت كلفة التمويل الشامل للمؤسسات على أساس الاستقرار، الأمر الذي يدل على أن اتجاه الاقتصاد الصيني للانتعاش المستمر لم يتغير وأساسيات الاقتصاد الصيني للتحسن الطويل المدة لم تتغير، ولديها قدرة وظروف وثقة كافية على التغلب على الصعوبات والتحديات لتحقيق التنمية الصحيحة المستمرة للاقتصاد. حافظت نسبة مساهمة الصين باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد منتج في العالم للنمو في الاقتصاد العالمي على حوالي 30% لتحتل المرتبة الأولى في العالم لـ15 عاما متتالية. في العام الأول 2021، ولأول مرة تجاوز إجمالي التجارة الخارجية للصين 6 تريليونات دولار أمريكي بزيادة سنوية قدرها 30 %، مما أسهم في حفاظ الصين على مكانتها كأكبر دولة تجارية في العالم، وأكبر شريك تجاري لأكثر من 130 بلدا ومنطقة، وأكبر بلد مقصد للاستثمار الأجنبي، وأحد أكبر المستثمرين الأجانب. في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، بلغت إجمالي القيمة لاستيراد وتصدير الصين لتجارة السلع 12.58 تريليون يوان بزيادة سنوية قدرها 7.9%، مما يبرز المساهمات الإيجابية المقدمة من الصين لحفظ استقرار سلاسل الإنتاج والإمداد العالمية ودفع انتعاش الاقتصاد العالمي باستمرار. ستواصل الصين دعم العولمة الاقتصادية بثبات والتمسك بسياسة الدولة الأساسية للانفتاح على العالم الخارجي. وظلت تنمية الصين قوة دافعة لعولمة التجارة والاستثمار مهما كان في الماضي أو في الحاضر أو في المستقبل. ستواصل الصين العمل على دفع تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار وتهيئة بيئة تجارية موجهة نحو السوق ومستندة إلى سيادة القانون ومتسمة بالعالمية والاستفادة من ميزتها كالسوق الضخمة وإمكانياتها الكامنة في الطلب المحلي، لتقديم مزيد من الفرص للتعاون مع مختلف الدول. يحرص الجانب الصيني على العمل مع مختلف الأطراف على تقديم مساهمات إيجابية مستمرة لاستقرار سلاسل الإنتاج والإمداد العالمية ودفع انتعاش الاقتصاد العالمي والارتقاء بالثقة العالمية للتنمية.
مشاركة :