الإنسان بين الأنا والأنام - عثمان بن حمد أباالخيل

  • 6/30/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يُقدّر عدد سكان العالم 2022 بنحو 7.953.758.300 نسمة يختلفون في ألوانهم وأشكالهم ومظاهرهم وديانتاهم وتطلعاتهم وميولهم ولغاتهم، لكنهم يتفقون على حب الذات (الأنا) ويختلف بعضهم في مفهوم الأنانية. من الطبيعي أن يحب الإنسان ذاته ويتصالح معها ويسعى لتحقيق أحلامه وأهدافه، وأن يحرص على إشباع حاجاته، فهذا مركوز في فطرته ومطبوع في كيانه هذا الحب كل ما أخشاه أن يتحول إلى الأنانية والنظرة المختلفة ويصبح إنساناً أنانياً يحب نفسه ولا يهمه من حوله، ويسعى دائما إلى تحقيق رغباته فقط حتى لو كانت على حساب الأشخاص الآخرين. خبراء الطب النفسي يقولون: الأنانيون لا يلومون أنفسهم على أي شيء، بل دائماً ما يقولون إن المشكلة في إنسان آخر. «حب الذات هو كرة منفوخة بالهواء، تخرج منها العواصف إذا ما ثقبناها». (فولتير). من القيم الذميمة التي يرفضها الإسلام ويتحفظ عليها هي الأنانية أو ما يمكن تسميتها بحب الذات والتي قد تحول إلى النرجسية وهي اضطراب في الشخصية يحدث للأشخاص الذين يتعاملون بتعالٍ وغرور، كما أنهم من الأشخاص الذين يصعب إرضاؤهم. قد يكون الشخص النرجسي هو أحد أفراد الأسرة ففي هذه الحالة نحن مجبورون على التعامل معه وهذا يحدث كثيرًا في مجتمعنا والتعامل معه بحذر وفي حدود ضيقة فهو لا يرى سوى نفسه ولا يهمه من حوله ولا كيف يتعامل معهم فهو إنسان يؤذي المشاعر ويرقص عليها، أنسان يرتقي على أكتاف الآخرين غير مكترث بوجودهم. إن حب الذات فطرةٌ إلهيةٌ تُمكن بني آدم من التكيف والتعايش مع الحياة وتحدياتها. أما الأنانية فهي كرهٌ للذات. للأسف وكلي ثقة إن الكثيرين يتعاملون مع أنانيين في حياتهم والذين لا يظهرون ضعفهم ولا يتقبلون النقد ويعتقدون أنهم يستحقون كل شيء ويبالغون في التحدث عن انجازاتهم ومغامراتهم ولا يكترثون بمشاعر الآخرين. إنهم النرجسيون والتي أتت هذه التسمية من أسطورة في الأساطير اليونانية التي تحكي قصة شاب وسيم يدعى نركيسوس، والذي رأى انعكاس صورته في بركة ماء ووقع في حب نفسه. مرة أخرى وللأسف الكثير منا يراعون النرجسيين ويخافون أو يتخوفون من توضيح موقفهم من تصرفاتهم وهذا مما يزيد من أنانيتهم وحبهم لذواتهم الحب الواهي المبني على ما يدور في النفس من مفارقات. نسبة مئوية من المميزين يقللون من شأن إنجازاتهم، لأنها تبدو في أعينهم أشياء بسيطة لم تكلفهم إلا جهداً وهذه قمة الرضا عن الذات مع القناعة أن هناك من يستطيع أن يؤدي وينجز نفس العمل وبنفس الدقة. (الاحترام فوق كل شيء، فوق الصداقة وفوق القرابة وفوق الحب أيضاً) ويليام شكسبير. همسة شخصية: حب الذات ليس أنانية إذا كان حباً متزناً لا يؤذي الآخرين وإذا حدث ذلك فهي النرجسية التي أمقتها.

مشاركة :