القيادة بالمضمون | مازن عبد الرزاق بليلة

  • 12/22/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يقال بأن العالم يعيش في العصور المظلمة للقيادة الادارية ، والسبب كثرة التحديات المعاصرة، لذلك فهو بحاجة للقيادة الإدارية الفعّالة ، أكثر من أي وقت مضى، لو سألت أكثر من شخص، ماذا تقصد بالقيادة الفعّالة؟ لتنوعت، الإجابات، فالكل يضع نموذجاً معيناً في ذهنه، ولكن هناك صفة واحدة، تكاد تكون متكررة، أو مشتركة في كل القيادات الفعّالة عبر التاريخ، وهي القيادة بالمضمون. القيادة بالمضمون، تعني أن القيادة تتصدى لمهمة إنسانية، حساسة كبرى، ولها تأثير في المجتمع، فنابليون بونابرت أرسى قواعد العدالة الاجتماعية، والسلطان سليمان سن القوانين، وإبراهام لنكولن حرر العبيد، ومارتن لوثر كنج، المساواة مع البيض، ونيسلون مانديلا، إلغاء الفصل العنصري، والمهاتما غاندي الثورة الناعمة.. والمضمون أكبر وأشمل من الرؤية، فالقائد صاحب الرؤية، قد تكتب له، وقد تتم مراجعتها، لكن القيادة بالمضمون، تشمل الدفاع عن مبادئ له فيها قناعة شخصية راسخة. إسقاطات القيادة بالمضمون، على القيادات الإدارية الحالية في المنظمات والمنشآت المعاصرة، يعني ذلك النوع من القيادة التي تنظر إلى العطاء أكثر من الأخذ، وإلى المصلحة العامة قبل المصالح الشخصية، وإلى إعطاء كل شخص في المنظمة حقوقه قبل أن يأخذ هو كامل حقوقه، وإلى مساعدة الضعفاء وصغار الموظفين قبل كبارهم، يعني شخصية تعمل لخدمة الناس، وتجد سعادتها في إسعادهم. هل يعني ذلك، أن القيادة بالمضمون تتطلب معاملة الموظفين، وكأنهم عائلتك في الرعاية والعناية؟ نعم، إلى حد ما، إذ يجب تشجيعهم ودفعهم لأفضل مستوياتهم، وهو مايتشابه منطقيا مع رغبة الشخص المسؤول في الارتقاء بمن يهمه أمرهم، حتى لو اضطر في بعض الأحيان الى استخدام الحزم، والشدة، والانضباط. #القيادة_نتائج_لا_أقوال القيادي المتوسط في قدراته يعطي التعليمات، والقيادي الجيد يشرحها، والقيادي الممتاز يطبقها، ولكن القيادي بالمضمون يفجر طاقاتهم الكامنة.

مشاركة :