بدعوة واستضافة كريمة من الغرفة التجارية الصناعية بجدة، ألقيت محاضرة عامة حول (المهارات والمتطلبات القيادية التي نحتاج إليها لتحقيق رؤية 2030)، والسبب أن المجتمع الاقتصادي يسأل كيف نحقق 2030 وكيف نصل إلى هناك بسلام، لأن النقلة كبيرة، والإمكانيات محدودة. ملخص الرؤية باختصار هو التحول من الاقتصاد الذي تقوده الدولة، إلى اقتصاد يدار مباشرة من السوق، ومن اقتصاد يعتمد على النفط بشكل مباشر إلى اقتصاد متنوع يعتمد على النشاطات الصناعية والسياحية والمالية والمعرفية، وهذا يحتاج إلى قوى عاملة مختلفة، مؤهلة وتمتاز بقدراتها القيادية الفذّة والفعّالة. الاقتصاد الذي يقوده السوق، اقتصاد مفتوح، والتنافس فيه دولي، لذلك لن تفلح فيه المحسوبيات ولا الواسطات، بل يجب العناية بصناعة القادة وتطوير قدراتهم، وفق المعايير الدولية، وهذا كان هو الجزء الأول من المحاضرة، بعدها تم مناقشة خمس صفات مهمة لتوفير وبناء القيادات الفعّالة. من أهم صفات القيادات المطلوبة أولاً أن تكون محفزة من الداخل، وألا يكون محرك العمل لديها حافزي الثواب والعقاب، لأنها مؤثرات خارجية وغير دائمة، الثانية، أن تكون شمولية، تطور القيادة الشخصية، وقيادة الأداء بزيادة الإنتاجية، وقيادة الآخرين وتحفيزهم، وقيادة المنظمة إلى حيث تلتقي مع الرؤية، والثالثة، العناية بقيادة الصف الثاني، وتمكينهم، وتنميتهم، وتفويضهم، ورابعاً، أن يكون التطوير عملياً، وليس في داخل الفصول الدراسية، حتى تؤتي ثمارها فالحياة أكبر جامعة، خامساً، التركيز على النتائج، وعلى العائد على الاستثمار في التدريب والتطوير، فحسب الدراسات التي أجرتها جامعة ميريلاند، فإن 50% من العملية التعليمية والتدريبية يكون في مرحلة ما بعد التدريب نفسه، بينما لانعطيه حالياً سوى 5% من الاهتمام. #القيادة_نتائج_لا_تصريحات يقول المفكر الأمريكي الراحل نورمان فينيست بييل: الرؤية البعيدة في حقيقتها هي بساط الريح السحري للمستقبل.
مشاركة :