عون وميقاتي في مرحلة «عضّ الأصابع»

  • 7/11/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تزامناً مع عطلة عيد الأضحى المبارك في لبنان، وفيما البحث في تشكيل الحكومة الجديدة مؤجّل إلى ما بعد انقضاء أيام العيد، شهدت الساعات الأخيرة ارتفاع منسوب الكلام عن أنّ المعركة الدائرة بين الرئاستيْن الأولى والثالثة حالياً حول الحكومة هي لترسيم التوازنات السياسيّة في مرحلة ما بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر المقبل. فالأخير يسعى إلى تعزيز أوراقه قبل أن يغادر قصر بعبدا، فيما رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي يحاول أن يلعب ورقة جميع خصوم العهد، طمعاً بحجز مقعد في المعادلة الحكوميّة في العهد الجديد. ووسط الانسداد السياسي، وتحت وطأة احتدام صراع الصلاحيات بين الرئاستيْن الأولى والثالثة، فإنّ ثمّة إجماعاً على أنّ التناحر سيبقى «سيّد» المشهد الحكومي، بعدما انتقل عون وميقاتي من مرحلة «جسّ النبض» إلى مرحلة «عضّ الأصابع»، بانتظار من يصرخ فيهما أولاً، وفق توصيف مصادر مطلعة لـ«البيان»، مع ما يعنيه الأمر من كوْن التطوّرات باتت تشي بإدخال عمليّة التأليف الحكومي في صِدام رئاسي من شأنه أن يفاقم التعقيدات، لافتةً إلى انكباب فريق العهد على تدارس الخيارات المتاحة في مواجهة خطّة الرئيس المكلّف الهادفة، وفق أوساطه، إلى «حشْر» رئيس الجمهورية بين خياريْن: إمّا الرضوخ لشروطه في التأليف، أو الاستسلام أمام الأمر الواقع الذي يحتّم بقاء حكومة تصريف الأعمال حتى نهاية العهد. ومن بين هذه الخيارات سيناريو يقوم على استقالة عدد من الوزراء المسيحيّين من حكومة تصريف الأعمال، بهدف الضغط على ميقاتي، وبما قد يدفع الأخير إلى الردّ بخطوة دراماتيكيّة. لا مؤشرات وفيما لم تظهر معالم أيّ وساطات لتبريد التوتّر بين الجانبيْن، بما يُخشى معه أن تمهّد عطلة الأضحى لانفجار الأزمة، لم ترصد الرادارات السياسيّة والإعلاميّة أيّ مؤشرات حكوميّة توحي بحلحلة في ملفّ التأليف، مع ما يعنيه الأمر من كوْن التعجيل الذي باشر به ميقاتي مهمّته الحكوميّة تحوّل إلى تأجيل، والتفعيل تحوّل إلى تعطيل، في حين أشارت مصادر لـ«البيان» إلى أنّ الوضع السياسي الراهن تعدّى الحكومة وتأليفها، ليلامس في أبعاده الاستحقاق الرئاسي المرتقب قبيل انقضاء شهر أكتوبر المقبل، موعد انتهاء ولاية الرئيس عون، الذي تنتفي بإتمامه مشكلة التخوّف من الفراغ الرئاسي والمؤسّساتي المتصاعدة. وهنا، لا بدّ من التوقف أمام نقطتيْن أساسيّتيْن: الأولى، تأكيدات رئيس الجمهورية أمام مسؤولين لبنانيّين ودبلوماسيّين أنّه سيغادر قصر بعبدا لحظة انتهاء ولايته، أي في الساعة الأخيرة من ليل 31 أكتوبر المقبل. أمّا النقطة الثانية، فتتمثل بكيفيّة تعامل المسؤولين الآخرين مع هذا الأمر، إذْ يراهن البعض على انتهاء ولاية عون لإعادة إطلاق ديناميّة جديدة في البلاد تسهّل انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة. لكنّ هذا التقدير لا يبدو واقعياً، نظراً لكثرة التعقيدات التي تتحكّم بمفاصل الأمور في لبنان. وعليه، فإنّ ثمّة كلاماً عن أنّ لبنان سيشهد فصولاً جديدة من المعارك السياسيّة، ميدانها تشكيل الحكومة وصراعات تشكيلها، وإنْ كان هناك من يعتبر أنّ التباطؤ في التشكيل مرتبط بانتظار تطوّرات خارجيّة، تسهم في تسهيل العمليّة أو تبقي الوضع على ما هو عليه. تجاذبات سياسية ثمّة إجماع في لبنان على أنّ التوازنات السياسية الداخلية الجديّة، التي من شأنها أن تشكّل رافعة للحكومة، غير متوافرة، ما سيضع الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي أمام مهمّة صعبة في تأليف الحكومة، ويُمهّد لوضع صعب مع مكوّنات سياسيّة صنّفت نفسها «معارِضة»، وأخرى حسمت موقفها سلفاً بعدم المشاركة في الحكومة، ومكوّنات أدخلت العوامل السياسيّة بالعوامل الشخصيّة والحسابات الآنية. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :