أفاد ناشطون موجودون داخل مدينة معضمية الشام في محافظة ريف دمشق عن قصف طائرات النظام السوري ليل الثلاثاء المنطقة بصواريخ احتوت على مواد كيماوية وبالتحديد غاز السارين، مما أدّى لمقتل 5 أشخاص وتسجيل 200 عملية إغماء على الأقل. وقال داني قباني، الناشط في المركز الإعلامي في المعضمية، لـ«الشرق الأوسط»: إن قوات النظام قصفت يوم الثلاثاء المعضمية بصواريخ كان مصدرها مطار المزة العسكري، ليتبين فيما بعد بأن هذه الصواريخ كانت تحمل رؤوسا تحوي مواد كيماوية سامة أصيب على أثرها عشرات المقاتلين والمدنيين القريبين ممن المنطقة و«استشهد» خمسة أشخاص على الفور نتيجة استنشاق المواد السامة. وأشار قباني إلى أن الكادر الطبي في المدينة لم يتمكن من إنقاذ من تعرضوا للقصف بالمواد الكيماوية نتيجة لنقص الأوكسجين والمضادات والأدوية اللازمة بسبب الحصار المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات على المعضمية. وفي حين نقلت وكالة «آرا نيوز» عن مصادر أنها سجلت 200 حالة إغماء على الأقل، إضافة إلى حالات كثيرة لضيق التنفس تعرض لها سكان من مدينة معضمية الشام نتيجة استهداف المدينة بالسلاح الكيماوي، أفاد عضو المكتب الإعلامي لمعضمية الشام أبو كنان الدمشقي بأن قوات النظام قصفت الجبهة الجنوبية في معضمية الشام بصواريخ محملة بغازات سامة أدت إصابات بالعشرات بين المدنيين، ثم ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على المنطقة نفسها ليوقع عشرات القتلى والمصابين. وأوضح الدمشقي أن المصابين ظهرت عليهم أعراض غريبة منها ضيق في التنفس وصعوبة في الرؤية وهذيان، مما يؤكد استخدام مواد سامة في الصواريخ التي سقطت في المدينة ومصدرها مطار مزة العسكري. كذلك قال الناشط الحقوقي مجد زيدان «إن استهداف مدينة معضمية الشام بالكيماوي يعني أن النظام لا يزال يمتلك مخزونًا من هذا السلاح ولم يسلمه كما تم الاتفاق معه منتصف العام الفائت مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية». هذا، وكانت الهدنة التي استمرت في المعضمية لنحو سنة كاملة انهارت قبل نحو 3 أسابيع، عندما حاولت قوات الأسد اقتحام المنطقة الجنوبية من المدينة لفصلها عن داريا، بحسب ناشطين في المدنية، أكدوا أنّه ومنذ حينها لم تهدأ الاشتباكات وعمليات القصف. واندلعت خلال الساعات الماضية اشتباكات عنيفة استخدمت خلالها كل الأسلحة الثقيلة والمتوسطة فضلاً عن استهداف منطقة الاشتباكات بالأسطوانات المتفجرة والمدفعية. ونتيجة لتصاعد حدة العمليات العسكرية بعد سنوات من الحصار، تفاقمت الأوضاع الإنسانية خاصة وأن المواد الغذائية باتت غير متوفرة في المدينة، لا سيما، المواد الأولية والأساسية. وقال الناشط داني قباني: وفي حال العثور عليها في المدينة فأسعارها تفوق الخيال ولا تتمكن غالبية الأهالي من اقتنائها لعدم توفر المال الكافي. كما تزداد المعاناة الإنسانية، نتيجة تدني مستوى درجات الحرارة وعدم توفر أي نوع من المحروقات سواء للتدفئة أم للطهي، حتى الحطب بات من الصعب على الأهالي جلبه من البساتين نتيجة القصف التي تتعرض له المدينة بشكل يومي. كان تم الاتفاق على وقف إطلاق نار في المعضمية والدخول في مفاوضات هدنة بتاريخ 25 / 12 / 2015، وتم وضع بنود للعمل عليها بين طرفي النزاع وبالتحديد الفرقة الرابعة والتي تعتبر راعية المفاوضات واللجنة المفوضة من معضمية الشام، ولكن البنود لم تنفذ على الإطلاق منذ ذلك التاريخ لتعنت النظام وطلباته المتكررة إما بتسليم السلاح الموجود بيد الجيش الحر أو بتشكيل لجان تابعة له داخل المعضمية وذلك ما لم يحدث، بحسب ناشطين في المدينة أكدوا أنه «ومنذ عام 2012 لا كهرباء في المعضمية، لا مياه صالحة للشرب منذ تسعة أشهر ولا أدوية أو وقود أو غاز».
مشاركة :