المعارضة السورية تتهم النظام باحتجاز قوافل الإغاثة عند مدخل معضمية الشام

  • 3/1/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت الأمم المتحدة عزمها على إدخال مساعدات إنسانية إلى 1.7 مليون سوري يقطنون ضمن مناطق محاصرة، إلى مناطق لم تستقبل مثل هذه المساعدات من قبل، فيما أفيد عن احتجاز حواجز النظام السوري الشاحنات التي حاولت أمس الدخول إلى مدينة معضمية الشام لإيصال المواد الغذائية والطبية إليها. وأكد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا يعقوب الحلو، أن الأمم المتحدة «تعتزم على مدى الأيام الخمسة المقبلة (اعتبارًا من أمس الاثنين) إدخال مساعدات إلى نحو 154 ألف شخص في مدن محاصرة»، مذكرًا بأن المنظمة الدولية «تنتظر الحصول على الضوء الأخضر من الأطراف المتقاتلة لمساعدة نحو 1.7 مليون شخص يقطنون في مناطق يصعب الوصول إليها». وأشار الحلو إلى أن المنظمة الدولية «بصدد إرسال مساعدات اعتبارا من يوم الاثنين (أمس) والأيام التالية إلى مدينة معضمية الشام التي تسيطر عليها المعارضة في ريف دمشق وتحاصرها قوات النظام»، لافتًا إلى أن «عمليات الإجلاء الصحية يجب أن تكون غير مشروطة». وجدد دعوة الأمم المتحدة «جميع الأطراف إلى ضمان الوصول غير المشروط والحر والمنتظم إلى 4.6 مليون شخص موجودين في مناطق يصعب الوصول إليها أو محاصرة في كل أنحاء سوريا». وفي وقت نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مسؤول في الأمم المتحدة أن «شاحنات تحمل مساعدات وصلت إلى مدينة معضمية الشام الأكثر تضررا جراء الصراع في سوريا»، أكد الناشط في المعضمية داني قباني لـ«الشرق الأوسط»، أنه «كان المفترض دخول هذه المساعدات ليل الأحد الاثنين، أو صباح اليوم (أمس)، لكنها ما زالت عالقة على حواجز النظام، عند مدخل المدينة ولم يُسمح لها بالدخول بعد». وأكد قباني أن «أي طواقم طبية لم تدخل المدينة لإجلاء المرضى»، مضيفًا: «ما زالت الحالات الإنسانية الحرجة ممنوعة من الخروج حتى أن الإسعافات الطبية اللازمة لم تقدم لها من قبل الصليب الأحمر الدولي». وكان عضو المركز الإعلامي في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري مهند الأسدي، أبلغ وكالة «الصحافة الفرنسية» أن «عشر شاحنات محملة بالمواد الإغاثية دخلت أمس إلى معضمية الشام للمرة الأولى منذ سريان الهدنة»، مشيرًا إلى أن 41 شاحنة أخرى ستدخل تباعا إلى المدينة في وقت لاحق. وطلبت منظمة الصحة العالمية الاثنين الوصول إلى تلك المناطق بهدف إيصال المساعدة الطبية. إلا أن ممثلة المنظمة في سوريا إليزابيث هوف أشارت إلى «السلطات السورية رفضت الموافقة على طلبات عدة». وأضافت: «في عام 2015، قدمت منظمة الصحة العالمية مائة وطلبين، فتمت الموافقة على 30 منها، فيما لم يصلنا رد حول الـ72 الباقين». ولم يتضح ما إذا كان تم تقديم طلبات جديدة بعد وقف إطلاق النار. وكشف مصدر في منظمة «أطباء بلا حدود» لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأوضاع الأمنية لم تمكن المنظمة بعد، من إرسال أي فريق طبي إلى المناطق المحاصرة في سوريا». وقال: «لسنا موجودين على الأرض مباشرة، إلا أننا ندعم مستشفيات ومنشآت صحية بوسائل مختلفة، مثل الأدوية والاستشارات الطبية لأطباء يعملون على الأرض، بالإضافة إلى تقديم مساعدات مالية، مثل دفع رواتب الفرق الطبية والموظفين العاملين على الأرض وثمن المحروقات والمواد الأولية التي تحتاجها العيادات والمنشآت الصحية». وأشار المصدر إلى أن «التقارير التي تردنا عن حالات عشرات المرضى مقلقة للغاية، خصوصًا مع استحالة نقلهم حاليًا إلى خارج مناطقهم في الوقت الحاضر». وتوفي نحو خمسين شخصا في بلدة مضايا، الواقعة في ريف دمشق نتيجة نقص المواد الغذائية بسبب حصار تفرضه قوات النظام على البلدة منذ نحو سنتين، بحسب منظمة «أطباء بلا حدود». ولم تستقبل مضايا المحاصرة أية مساعدات أو قوافل إغاثية تابعة للأمم المتحدة. وأوضح الناشط في مضايا محمد الشامي لـ«الشرق الأوسط»، أن «أهل البلدة سمعوا بخبر وصول مساعدات، لكن حتى الآن لا مؤشرات على الأرض». وقال: «بالأمس تلقينا اتصالاً من قناة (إي بي سي) الأميركية أعلمتنا أنها ستدخل البلدة لإجراء تحقيق حول الوضع الإنساني للناس، والأمراض الناتجة عن سوء التغذية، خصوصًا حالات الانتفاخ عند الأطفال، بالإضافة إلى دمار المدارس والبنى التحتية»، وأكد أن «ميليشيات حزب الله والجيش النظامي لم يسمحوا لهذا الفريق بالدخول». وأشار الشامي إلى أن «ما بين 38 و40 ألف سوري يفتقدون المواد الغذائية، ومنذ نحو 15 يومًا نفذت المساعدات التي تلقاها الأهالي في (يناير (كانون الثاني) الماضي رغم التقنين في صرفها، وأخيرًا بلغ ثمن كيلو اللحم ما يوازي الـ130 دولارًا أميركيًا، ونحن لدينا تقارير وفيديوهات مصورة عن المجاعة التي عادت لتفتك بالناس خصوصًا الأطفال». إلى ذلك، أعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين، أن «الجوع قد يكون أودى بحياة الآلاف خلال الحصارات التي تطال نحو نصف مليون شخص في سوريا». وقال خلال افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف: «إن التجويع المتعمد للشعب محظور بشكل لا لبس فيه باعتباره سلاح حرب. واستطرادًا، فحصار المناطق يقع في الخانة نفسها»، مشيرًا إلى أن «الغذاء والأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية الملحة الأخرى تمنع من الدخول بشكل متكرر، الجوع قد يكون أودى بحياة الآلاف».

مشاركة :