صالح يسعى للتقارب مع تركيا لمواجهة تحالف الدبيبة وحفتر

  • 7/22/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إن “هناك تقاربا مع تركيا”، مشيرا إلى أنه سيجري زيارة للعاصمة أنقرة خلال الفترة المقبلة، ما يشير إلى نية صالح للتقارب مع أنقرة التي تعتبر لاعبا مهما في الساحة الليبية بعد فترة من الخلافات. وقال صالح، في مقابلة له مع تلفزيون “المسار” الليبي (خاص) بثها في وقت متأخر من مساء الأربعاء، إن “هناك تقاربا مع تركيا، لا توجد مقاطعة دائمة أو خصومة دائمة، فالسياسة مرنة وقابلة للتطوير والتغيير”. وأضاف “هناك زيارة مرتقبة سأقوم بها إلى تركيا، لكن موعدها لم يحدد بسبب الأحداث التي حدثت في ليبيا مؤخرا”. ولا يمكن فصل زيارة صالح المرتقبة إلى أنقرة عن التقارب الحاصل بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر. التطورات السياسية في ليبيا دفعت صالح إلى إعادة رسم تحالفاته الخارجية وربما التعويل على تركيا للضغط على الدبيبة والاتفاق بين الدبيبة وحفتر ينص على إقالة مصطفى صنع الله من رئاسة المؤسسة الوطنية للنفط، حيث يتهمه الشرق بالانحياز إلى الحكومات في طرابلس وتيار الإسلام السياسي منذ تعيينه في 2015. كما ينص الاتفاق على تسديد ديون على المؤسسة العسكرية منذ حرب طرابلس، مقابل دعم البرلمان لتعديل وزاري سيجريه الدبيبة قريبا وإسقاط حكومة فتحي باشاغا. كما عين الدبيبة فرحات بن قدارة، وهو أحد المقربين إلى خليفة حفتر، على رأس المؤسسة الوطنية للنفط خلفا لصنع الله. كما لا يمكن فصل زيارة عقيلة صالح إلى تركيا عن التطورات الميدانية الأمنية والعسكرية في العاصمة طرابلس، خاصة في ما يتعلق بجهود توحيد المؤسسة العسكرية، بعد اللقاء الذي جمع رئيس الأركان العامة بحكومة الوحدة الوطنية محمد الحداد مع نظيره في قوات الجيش الوطني الليبي عبدالرزاق الناظوري. وقد أشادت البعثة الأممية للدعم في ليبيا والولايات المتحدة، في بيانين منفصلين نشرا عبر حسابيهما على تويتر الأربعاء، بجهود الأطراف الليبية لتوحيد المؤسسة العسكرية في البلاد. والزيارة مرتبطة كذلك بتداعيات إقالة مصطفى صنع الله من رئاسة المؤسسة الوطنية للنفط، خاصة في ما يتعلق بالتحشيد العسكري المستمر في طرابلس. ويبدو أن كل تلك التطورات دفعت عقيلة صالح إلى إعادة رسم تحالفاته الخارجية، وربما التعويل على تركيا للضغط على الدبيبة واستغلال الخلافات بين أنقرة والمشير خليفة حفتر، والتي تعود إلى فترة الحرب في غرب ليبيا قبل أكثر من سنتين. ويريد عقيلة صالح مواجهة محاولات عزله داخليا من قبل تحالف الدبيبة وحفتر. ويرى مراقبون أن رئيس الحكومة المدعوم من مجلس النواب فتحي باشاغا، الذي يتمتع بعلاقات مع السلطات التركية تعود لسنوات، يمكن أن يلعب دورا في تقريب وجهات النظر بين عقيلة صالح والقيادة التركية، وهو ما تخشاه حكومة الوحدة الوطنية. عقيلة صالح يريد مواجهة محاولات عزله داخليا من قبل تحالف الدبيبة وحفتر وتشير هذه التطورات إلى أن التدخلات الأجنبية تظل عائقا كبيرا أمام إيجاد حلول سياسية للوضع في ليبيا، حيث إن تركيا لا تزال قادرة على المسك بخيوط اللعبة والتأثير في القرار السياسي داخل ليبيا بهدف الحفاظ على مصالحها بالأساس. وفشلت الأمم المتحدة في منع التدخلات الخارجية، حيث لا تزال أنقرة تهيمن على القرار الليبي كما لا تزال تحتفظ بمرتزقتها في الغرب، في خضم أزمة وانقسامات تعصف بالشرق والغرب الليبي على حد سواء، مع تصاعد التحركات الاحتجاجية على تدهور الوضع المعيشي وأزمة الخدمات خاصة الكهرباء. ومطلع يوليو الجاري، اقتحم متظاهرون مقر مجلس النواب في طبرق (شرق)، وعبثوا بمحتوياته، وأضرموا النيران بداخله، احتجاجا على سوء الأحوال المعيشية، حسب إعلام محلي. ومطلع مارس الماضي، منح مجلس النواب بطبرق (شرق) الثقة لحكومة جديدة كلفها برئاسة باشاغا، بينما يرفض رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي عبر برلمان منتخب من الشعب. وفي التاسع والعشرين من يناير الماضي، زار السفير التركي لدى ليبيا كنعان يلماز مدينة بنغازي، وصرّح خلال الزيارة بأنه “بحث مسألة استئناف الخطوط الجوية التركية رحلاتها إلى بنغازي”، وهو ما تم تنفيذه اعتبارا من الحادي والعشرين من أبريل الماضي.

مشاركة :