تونس - يبحث رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة في تونس غدا الأربعاء، مع الرئيس قيس سعيّد ملفات اقتصادية وأمنية بينما تشهد العلاقة بين الطرفين بعض التوتر حيث لا يحظى الدبيبة بدعم من السلطات التونسية خاصة بعد اتخاذ سعيد للإجراءات الاستثنائية في 25 يوليو/تموز 2021 وتحفظ حكومة الوحدة عليها. لكن المتحدث باسم حكومة الوحدة الليبية محمد حمودة أكد بان الزيارة ستتم بدعوة من الرئيس التونسي فيما يبدو أنها محاولة لحلحلة بعض الخلافات قائلا "بدعوة رسمية من الرئيس قيس سعيّد يُجري رئيس مجلس الوزراء غدا الأربعاء، زيارة رسمية إلى الجمهورية التونسية". وأضاف حمودة، في بيان نشره الثلاثاء، عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، أن الدبيبة يرافقه خلال الزيارة "محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، ورئيس ديوان المحاسبة خالد كشك، ونائب رئيس الوزراء وعدد من الوزراء ورؤساء الأجهزة الأمنية والخدمية". وأوضح أن الزيارة تأتي بغرض "التباحث حول عدد من الملفات الاقتصادية والتجارية والأمنية التي تخص البلدين الشقيقين". وفي 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وقع وفد تونسي في طرابلس مع حكومة الوحدة الليبية اتفاقيات تعاون اقتصادي. وخلال لقائه الوفد التونسي آنذاك، حض الدبيبة على "ضرورة تكثيف التعاون الأمني بين ليبيا وتونس وزيادة التبادل التجاري بينهما وتسهيل القيود في هذا المجال" وفق بيان للحكومة الليبية. وفي المقابل يرى مراقبون أن الزيارة التي سيقوم بها الدبيبة تأتي للبحث في بعض الملفات الخلافية حيث لا يخفى أن السلطات التونسية غير مرتاحة لحكومة الوحدة خاصة وان مسؤولين ليبيين يرتبطون بعلاقات مع حركة النهضة وأطلقوا تصريحات منتقدة للإجراءات الاستثنائية في تونس. ونشب خلاف بين البلدين صيف 2021 بعد إغلاق الحدود بسبب جائحة كورونا، ثم تصاعد بعدما تبادل مسؤولون من البلدين الاتهام بأن كلا منهما يشكل خطرا أمنيا على الآخر. وكان الدبيبة شكك في الاتهامات التونسية بشان محاولة اغتيال الرئيس سعيد حيث كشف "عن إرسال جهات أمنيّة تونسية رسالة إلى نظيرتها الليبية تدّعي فيها أنّ مجموعة من تونس قادمة لاغتيال الرئيس". وقال الدبيبة في حوار بث في إذاعة موزاييك الخاصة الشهر الجاري أنّ التقرير اتّضح لاحقا أنّه مفبرك من جهة سياسية لم يكشف عنها في محاولة لتبرير اتهاماته السابقة لتونس بتصدير الإرهاب. لكن الدبيبة أكد انه تم تجاوز هذه المرحلة مشيرا إلى أن هنالك تعاون كبير بين ليبيا ودول حوض المتوسط ودول الجوار خاصة تونس في مجال مكافحة الإرهاب. وفي المقابل يرى متابعون للشأن التونسي ان زيارة الدبيبة هي زيارة فرضتها التطورات الجيوسياسية وأنها تهدف لفك عزلة يعاني منها الطرفان. وقال الحقوقي التونسي مصطفى عبدالكبير "أن زيارة الدبيبة مفروضة وهي زيارة لفك عزلة حكومتين تعيشان صعوبات داخلية وخارجية على كل المستويات". وقال عبدالكبير في تدوينة نشرها في حسابه الرسمي على الفايسبوك انه من المرجح ان يتناول الجانبان "9 ملفات من بينها التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين وإمكانية تدارس وديعة ليبية الى تونس او قرض يقع سداده على أقساط". ويرى مراقبون أن التقارب يأتي بدفع من الجزائر الداعمة لحكومة الدبيبة والتي تشهد علاقتها تطورا مع تونس وهو ما يفسر زيارة مفاجئة وخاطفة لوزير الخارجية الجزائر رمطان لعمامرة بقرار من الرئيس عبدالمجيد تبون.
مشاركة :