مرّت قرعة كأس الملك ولم يلتفت إليها أحد، مرّت دون أن تُشعرنا لجنة المسابقات بأن فوق مسرح الملك فهد الثقافي حدثاً رياضيّاً لثاني أقوى وأفضل وأثمن المسابقات المحلية. لجنة المسابقات تتحسن وتتطور وأصبح في رحالها كثير من الإيجابيات ورغم ذلك تُصر على تفاصيل يمكن تجاوزها بقليل من الذكاء. لستُ من يملي على المتسابقين كيف يفكرون أو كيف يخططون أو حتى كيف يخرجون المسابقات السعودية المفروشة بورد الاستثمار والنجاح، لكني أقلق كثيراً عندما تُخرج اللجنة وتحت أنظار الاتحاد السعودي مسابقتين مهمتين كبطولة كأس ولي العهد وكأس الملك بتلك الطريقة النمطية الركيكة. انتظرتُ كغيري أن تضرب عصا التغيير برنامج القرعة وانتظرت كغيري ورش عمل مُتعددة ومستمرة تبحث في تطوير نظام المسابقة ليُحلق بنا إلى فضاء الإثارة والتشويق، لكن وجدت لافتة كبيرة تقول عن المسابقتين إن سعيد أخو مبارك. إن فن إدارة قرعة مسابقة رياضية ليس مُعادلة صعبة حتى يُخرجها أحبتنا في المسابقة تكملة واجب كما حدث، وأجد في تجيير العمل إلى عدد من المؤسسات مجالاً أرحب لبث روح التحدي مما قد يجعلها تقفز إلى صدر المشهد الرياضي في ظل أرضية قابلة للنجاح كما هو الحال في دوري عبداللطيف جميل. يجب أن يختم الاتحاد السعودي لكرة القدم رحلته بما يُذكر ويُشكر ويجب أن تتعاطى لجانه مع خواتيم أعمالها وكأنها تقص شريط البداية ويجب أن تولي ملفاتها الحيوية لمن يملك أفكاراً شبابية جاذبة. يتوافر في المسابقات المحلية فرصٌ ترى بالعين المجردة وتُشكل هدفاً استراتيجيّاً لمن فقد فرصة المنافسة على الدوري، كما إنها فرصة مقبولة عند من يريد أن يحاول من أندية الوسط، وبسبب ذلك وغيره أجدها مُجدية متى تفضَّل الاتحاد واللجنة إلى مراجعة بعض برامجها خاصة برنامج مراسم القرعة الذي يأتي ويذهب دون أن يشعر به الناس.
مشاركة :