في تصريح صحفي قال مدرب الأهلي الجديد البرتغالي فيتور بيريرا إنه قبل بالتعاقد مع النادي لسببين؛ الأول الفوز بلقبي الدوري السعودي الغائب عن النادي منذ 30 عاماً، ودوري أبطال آسيا الذي تأهل الفريق لدور الثمانية منه، أما السبب الثاني فهو إعجابه بالمشروع الرياضي الضخم للنادي وهو الاتجاه الذي يخطوه النادي من خلال المدرسة البرتغالية بتوحيد استراتيجية جميع فرق القدم المختلفة بأسلوب احترافي ونموذجي. تصريح كهذا مغرٍ ومحفز، خصوصاً ما يتعلق بالعمل على تحقيق لقبي الدوري المحلي ودوري أبطال آسيا، إذ من شأنه أن يعزز مكانة المدرب عند الإدارة واللاعبين، ومن ورائهم جماهير النادي والإعلام المناصر له، كما أنه يكشف عن أهداف الفريق في الموسم المقبل، إذ يبدو واضحاً أن الإدارة الأهلاوية قالت للمدرب البرتغالي ألا بديل عن البطولتين الكبيرتين، وهو ما جعله يطلق تصريحاً يضج بالتحدي كهذا التصريح، وذلك من باب: أنا لها!. هذا التصريح وأمثاله ليس جديداً سواء بالنسبة للأهلاويين أو الأندية الأخرى، فمعظم المدربين يأتون ومعهم حقيبة مليئة بالتصريحات، منها ما هو خاص بالوعود، ومنها ما هو خاص بالتبريرات، وأغلبها «مأكول خيرها»؛ لكن بقدر ذلك يبقى هذا التصريح مهم جداً للإدارة الأهلاوية، وللمراقبين أيضاً بمختلف شرائحهم، فهو يضع المدرب على المحك؛ خصوصاً إذا ما وجد نفسه أمام أناس حاضري الذاكرة مع كل منعطف، شريطة الابتعاد عن العاطفة في التقييم والقفز على الواقع، وهو ما يحدث كثيراً من أنصار الأهلي. مهم أن يتخلى الأهلاويون عن عواطفهم في تقييم الفريق بعناصره وأجهزته ومخرجاته إذا ما أرادوا لفريقهم الخير، إذ لا يمكن أن يتحول الفشل إلى نجاح لمجرد مناكفة مع هذا النادي، أوذاك الإعلام، كما حدث في الموسم الماضي؛ إذ وعلى الرغم من مغادرة الفريق للموسم بفشل ذريع إلا أن الأهلاويين وتحديداً الإعلام والجماهير أداروا ظهورهم للحقيقة، ولذلك مرت الخيبة الأهلاوية مرور الكرام. اللافت في الأمر أن أنصار الأهلي ظلوا يرفضون مفردة «الفشل» في تقييم حال الفريق؛ بذريعة تأهله للدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا، ملتفين على حقيقة أن الفريق دشن الموسم بخسارة نهائي دوري أبطال آسيا بخسارة ثقيلة من أولسان الكوري ليعود من كوريا بخيبة أمل كبيرة، ليلحقها بخسارة كل استحقاقات الموسم المحلي؛ إذ ودع البطولات الثلاث خالي الوفاض، وزاد عليها عجزه عن حصد إحدى بطاقات التأهل للبطولة الآسيوية بعد أن حلّ خامساً في الدوري. أولئك كانوا عاطفيين أكثر من المسؤول نفسه؛ حيث كانوا يتصدون بعنف لكل من يمنح ورقة الفشل للموسم الأهلاوي، على الرغم من أن رئيس النادي الأمير فهد بن خالد كان أول من اعتبر الموسم «غير ناجح» وذلك في لحظة خروج الفريق من كأس الملك على يد الشباب، معتذراً للجماهير على خسارة البطولات الثلاث؛ صحيح أنه لم ينطق بعبارة «فاشل» لكن في نهاية المطاف سعيد أخو مبارك، وهو ما لا نريده لهذا النادي الكبير في الموسم المنتظر.
مشاركة :