لا يختلف الأسباني راؤول كانيدا مدرب النصر عن ابن جلدته لوبيز كارو مدرب الأخضر السعودي، فكلاهما يسيران عكس الاتجاه، وكل منهما يعبث بالمنتخب الذي يشرف عليه حتى بات الفشل صفة ملازمة لكل منهما. فالمدرب لوبيز الذي يشرف على منتخب الوطن منذ سنتين تقريبا ما زال غير قادر على اختيار العناصر المميزة ووضع التوليفة المناسبة والاستقرار على تشكيلة مثالية، وإشراك كل لاعب في مركزه الأصلي، واللعب بأسلوب يتناسب مع كل مباراة، رغم أن المنتخب ينتظره استحقاقان هامان خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. أما مواطنه كانيدا، فهو يسير على خطاه بكل جدارة، بل ويتفوق عليه بكثرة الاختراعات والابتكارات التي لا يجيدها إلا جهابذة التدريب في العالم، حتى أفقد "بطل الثنائية" في الموسم الفارط هويته وهيبته أمام الفرق الصغيرة قبل الكبيرة، ولولا الخبرة التي يتمتع بها اللاعبون وثقافة الفوز التي يتحلون بها لما حقق الفريق أي انتصار. والحقيقة أنني لم أكن متفائلا بمستقبل النصر منذ إعلان التعاقد مع كانيدا، على اعتبار أن المدرب أقل من طموحات النصراويين؛ عطفا على سجله التدريبي، ولكنني في نفس الوقت لم أفقد الأمل في أن يتنازل المدرب عن بعض قناعاته ويوقف تخبطاته ويغير أفكاره ويصنع له تاريخا مشرفا مع منتخب النصر، بيد أن ذلك لم يحدث حتى الآن وليست هناك بوادر لحدوثه. فمن يشاهد نصر هذا العام يجزم أنه مختلف كليا عن نصر العام المنصرم "نصر كارينيو" الذي صال وجال وخاض 31 مباراة في ثلاث بطولات مختلفة لم يخسر خلالها سوى مباراتين، إحداهما في الدوري والأخرى في مسابقة كأس الملك، وتوج في نهاية الموسم ببطولتين "دوري وكأس" عاد من خلالهما لوضعه الطبيعي ومكانته المرموقة عبر الباب الكبير. أما النصر الحالي "نصر كانيدا"، فهو غير مقنع فنيا وتكتيكيا رغم انتصاراته الستة المتوالية التي حققها أمام فرق أقل منه إمكانات فنية وعناصرية قبل أن يذيلها بخسارة مستحقة أمام الأهلي دقت ناقوس الخطر، ومن يقول غير ذلك فهو إما واهم أو مطبل لا تهمه مصلحة الكيان بقدر ما تهمه مصلحته وعلاقته مع الأشخاص. وخلاصة القول.. أنا ومن خلال هذه المساحة لا أنادي بعودة كارينيو في هذا التوقيت، ولكن أُطالب المدرب بإيقاف العبث والتخلي عن عناده ومكابرته قبل فوات الأوان، وفي اعتقادي أن مباراة الغد أمام الاتحاد "المتصدر" فرصة ذهبية له لتدارك الوضع وإبراز شخصية الفريق البطل وإعادة هيبته المفقودة قبل أن يخسر ثقة من منحوه الثقة.
مشاركة :