في كل مرَّة يتحدَّث فيها القائد العربي المسلم؛ أتذكَّر المواطن الفلسطيني «محمد حسن أبودقة»، ابن قرية عبسان -شرق خان يونس- والذي أطلق على مولوده اسم «سلمان». في كل مرَّة يتحدَّث فيها الملك «سلمان» عن قضايا وهموم أمته الإسلامية، أتذكَّر هذا الوصف الدقيق الذي اختارته وكالة أنباء البوسنة؛ عندما زارها «سلمان» عام 2000 قائلة: «لقد حظي الأمير «سلمان» باستقبالٍ غير مسبوق، حيث لم يحظ بهذا الاستقبال الشعبي الكبير؛ أي مسؤول محلي أو دولي». والحق أنني رأيتُ الملك «سلمان» -بحُكم عملي لسنوات طويلة في الرياض- مرَّات عديدة، معظمها في الصباح الباكر، حين كان الصحفيون يضبطون ساعاتهم على مواعيد أمير العاصمة.. وبعضها في المساء، حين كان وجهه يُضيء؛ مع كل حملة إغاثة للشعب الفلسطيني أو البوسني أو غيرهما، من شعوبٍ عربية وإسلامية. لكنني لن أنسى ما حييت وجه «سلمان»؛ حين كانت عيناه تلمعان بالفرح، وهو يتسلَّم في المرَّة الأولى «وسام البوسنة» من الرئيس الراحل «علي عزت بيجوفيتش»، وفي المرَّة الثانية «وسام القدس» من الرئيس الراحل «ياسر عرفات». «أيها الإخوة والأخوات: إن المملكة حريصة على الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمة ذلك أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف». وتؤكد المملكة أن ما فعلته قوات الاحتلال الإسرائيلية؛ من تصعيدٍ وتصرفات غير مسؤولة، من قتل الأطفال والنساء الأبرياء العُزَّل، واقتحام المسجد الأقصى المبارك، وانتهاك حرمته، جريمة كبرى يجب إيقافها. قالها «سلمان»؛ منافحًا عن القدس الشريف، والمسجد الأقصى المبارك، قبل أن يتحدَّث عن: اليمن الشقيق على أهميته، وعن سوريا على خطورتها، وعن الإرهاب على رعبه ووعورته. والحق عندي أنه بقدر الابتعاد عن القدس والمسجد الأقصى؛ يكون الابتعاد عن قضايا الأمة كلها، بما فيها قضية الإرهاب. بقدر التفريط في عروبة القدس والتهاون فيها، سيكون التطبيع، ليس مع إسرائيل، وإنما مع ضياع اليمن العربي، وسوريا العربية، والعراق العربي.. ويزداد الأمر أهمية مع التغيُّر المُفزع في البوصلة العربية، والتطوُّر المُؤسف في انحراف العين العربية! كنتُ أتابع الجزء العربي الإسلامي في خطاب الملك، وأنا أتذكَّر المواطن الفلسطيني الذي اختار لابنه اسم «سلمان». وحين تطرَّق الخطاب إلى السعي لإعادة التضامن العربي الإسلامي، كنتُ أُردِّد: أبدًا يا أمة العرب.. يا أمة الإسلام.. لن تَهوي الأسقف أبدًا.. لن تَهوي الجدران.. لن تهجرك ورود الأمل.. لن يصفعك باب البستان.. مادام فيك وبينك ابنك «سلمان». sherif.kandil@al-madina.com
مشاركة :