خريطتان يرفضهما سلمان العرب | شريف قنديل

  • 5/12/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

هل هانت خريطة الوطن العربي إلى هذا الحد؟! وهل وصل مستوى الهوان إلى هذه الدرجة؟! مناسبة السؤالين هو ما صرح به قائد الحرس الإيراني اللواء محمد جعفري عن التدخلات الإيرانية في اليمن وسوريا لتوسيع خارطة " الهلال الشيعي"! لقد ظل الحديث عن "هلالهم المزعوم" في إطار الكتمان طوال السنوات الماضية، بل إن منظِّريهم "المعتدلين" وساستهم " المعتدلين" كانوا يعتبرونه كما قال لي في حديث مسجل الشيخ محمد علي تسخيري " عمل من إيماءات الشيطان، وتهويل خطير يستهدف التأثير على العالم السني، ولا واقع له .. لأن الشيعة يعيشون في قلب هذا العالم إخوة متحابين متعاونين " هذا ما قاله بالأمس محمد علي تسخيري.. وذاك ما قاله محمد علي جعفري ،وبين تسخيري وجعفري يتم العبث، أو فلنقل التحرك العملي في سوريا ولبنان والعراق. في المقابل، أو في الجهة الثانية خارطة التهام أخرى شعارها "من النيل إلى الفرات" وضعها هيرتزل ويتبناها رؤساء الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة تارة للمناورة، وأخرى للمغامرة وفي كل الأحوال للمقامرة! لقد ظل الحديث عن الخريطتين الإيرانية والإسرائيلية خافتاً ولا أقول سرياً حتى بدأ يخرج إلى العلن مع تقلص الأدوار والمهام العربية بفعل الانكفاء على الذات! فلما جاء سلمان العرب بـ"الحزم" تولد " الأمل" في إعادة اليمن للقلب العربي بحيث لا يكون مجرد مكان "ايراني" في الخريطة العربية! تلك هي الحقيقة السافرة والساطعة التي بات يستشعرها ويدركها كل عربي أبيّ من المحيط إلى الخليج. في خلفية المشهد الحالي وللأسف الشديد والأسى الأشد وبفعل سماسرة إسرائيل وإيران فضائيون عرب بل أقلام لا تمانع إذا دخل الفرس وعاد الإيوان! ولا مانع إذا جاءت إسرائيل بل الرومان.. فقد ضاعت لديهم أو انتفت كل مروءات بني غسان وبني مروان وبني حمدان وبني عدنان وبني قحطان! لقد ظن كثيرون أن انكفاء الفرسان يمكن أن يسود بحيث تُمرر الخريطتان " الهلال الشيعي" و"من النيل إلى الفرات" إن لم يكن جغرافياً فعلى الأقل سياسياً واقتصادياً واجتماعياً بحيث تصبح أمة العرب نسياً منسياً! لقد فات على هؤلاء في الخارج وفي الداخل أن لدى الأمة العربية الآن فارساً اسمه سلمان واضح وضوح الشمس! تعقد المؤتمرات، وتتعدد الاتفاقيات، وتتنوع الصفقات، وتتغير الوجهات، وهو ثابت على المبدأ وقابض على الحق.. والحق إن قضيتنا الأولى هي فلسطين، وخريطتنا العربية لا تقبل التقسيم أو قل لم تعد تقبل التقسيم .. كيف يمكن أن يُقسم المقسّم؟! sherif.kandil@al-madina.com

مشاركة :