وصف وزير العمل الدكتور مفرج بن سعد الحقباني عملية توظيف النساء في القطاع الخاص بأنها تحتاج إلى معجزة، وكأن معاليه يشير الى عدم استطاعة الوزارة تقديم ما يساعد في حل قضية توظيف المرأة ..وتعليقاً على ما قاله معالي وزير العمل فإني أتساءل : هل تمكنت الوزارة من توظيف الشباب في سوق العمل أولاً ،وهل عالجت قضايا الاستقدام والعمالة الوافدة أم أن العديد من تلك القضايا تحتاج كل واحدة منها إلى معجزة . إن واقع الحال يؤكد أن الوزارة لم تهيئ سوق العمل بالشكل المطلوب ولم تطالب بتطوير السوق مع الجهات المختصة لجعلها جذابة لاحتضان مئات الآلاف وربما الملايين من العاطلين والعاطلات من الجنسين . لقد كان من أولى مهام وزارة العمل أن تقوم بالتنسيق مع الجهات المختصة مثل وزارات المالية والشئون البلدية والقروية والتخطيط والاقتصاد والتجارة للارتقاء بمؤسسات القطاع الخاص ارتقاء يجعلها قادرة على النمو والثبات وعلى جذب واحتضان أبناء هذا الوطن من الجنسين ،كما كان من المتوقع -وقد أصبحت الوزارة مشرفة على التدريب - أن يكون لديها برامج واسعة وعميقة ومؤثرة في مجال تأهيل الجنسين في سوق العمل لدى القطاع الخاص ليكونوا جاهزين تماماً عند تقدمهم للوظائف الشاغرة سواء كانت إدارية أم تقنية أم مهنية أم مالية أو حتى وظائف الخدمات العادية فتكون هناك مؤسسات وطنية راقية مبنية على أسس قوية تمنحها القدرة على النمو والاستقرار والاستمرار وأخرى شركات مساهمة تفتح مجالاً لتوطين الوظائف ويكون مقابلها شباب وشابات مدربون ومؤهلون مسبقاً لشغل أي وظيفة يحتاجها سوق العمل ..وبالمناسبة فإن وزارة العمل لم تستطع حتى الآن معالجة قضايا العمالة الوافدة من هروب وخلافات عمالية وتستر مؤسسات وهمية تستقدم العمالة وتتركهم سائبين وتستقطع من كل واحد منهم مبلغاً شهرياً حتى غدت سوق العمالة الوافدة غير منضبطة. وبهذه المناسبة فقد قرأت في هذا المجال في الآونة الأخيرة مقالاً لأخي الأستاذ محمد الحساني الكاتب الصحفي المعروف في جريدة عكاظ تحدث فيه عن إحدى زوايا قضايا العمالة الوافدة وكيف أن بعض الكفلاء يطالبون عمالهم بمبالغ شهرية أو سنوية ،فإذا لم يستطع العامل توفير مطلبه قام بالإبلاغ عن ذلك العامل بأنه هارب مطالباً بالقبض عليه وترحيله جزاءً له وعبرة لغيره فان تعهد له بالوفاء بما طلبه منه أُلغي بلاغ الهروب وإلا فليس أمام العامل إلا ( البناجر ) والترحيل ،وقد طالب الأستاذ الكاتب بإجراءات تسبق إعطاء الكفيل بلاغ الهروب . وهذا يبين أن مسائل استقدام العمالة الوافدة ومراقبتها تحتاج إلى معجزات . assas.ibrahim@yahoo.com
مشاركة :