لو تساءل إنسان عن الإنجاز الحقيقي الملموس الذي حققته وزارة العمل في السنوات الأخيرة في أي مجال فإنه قد لا يجد جواباً يسعفه وتعداداً يقدمه لمنجزات قامت بها هذه الوزارة ولذلك فلا عجب أن يواجه وزير العمل الحالي الدكتور مفرج الحقباني موجة حادة من الانتقادات تحت قبة مجلس الشورى ،وأن لا يجد الأجوبة الكافية التي يرد بها على أسئلة أعضاء المجلس ،ناهيك عن ما واجه من انتقادات مسَّت معظم قطاعات وزارته سواء في مجال العمالة المنزلية التي وصل استقدامها إلى طريق مسدود أم في مجال التوظيف أو في مجال التدريب والتأهيل وتحسن سوق العمل أو حتى بالنسبة للقضايا العمالية التي كانت ذات يوم مجالاً رحباً لإبراز دور وزارة العمل في حل الخلافات العمالية ، وأصبح الاستقدام شغلها الشاغل ولو أنها تركت المهمة كما كانت على مدى عقود سابقة لمكاتب الاستقدام الأهلية وجعلت تدخلها لوضع الإجراءات والقوانين التي توضح الحقوق والواجبات بين الأطراف لكان خيراً لها وخيراً للوطن والمواطن ولكنها أبت إلا أن تخوض في هذا الملف الذي تحوَّل إلى ملف شائك كثرت حوله الاجتهادات وكثر الحديث عن روافد ودول جديدة للاستقدام واتفاقيات مُعرفة لها ،ولكن لا شئ يُذكر على أرض الواقع حتى ارتفعت تكاليف الاستقدام من الدول التي لازالت تُرسل عُمالها إلى أربعة أضعاف ما كانت عليه قبل تدخل الوزارة .فهل تعتبر الوزارة هذا التدخل إنجازاً وهو الذي لم تستفد منه غير مكاتب الاستقدام في الدول المصدِّرة .. مما أدى إلى أن يقوم المواطنون بتشغيل العمالة المتخلفة لسد حاجتهم منها . ولو أنها انشغلت بهذا الملف ضمن ملفات عديدة يحتاجها الوطن ونجحت فيها لقلنا أنها أخفقت في ملف واحد ولكنها تركت كل أعمالها الأساسية وغاصت في ملف الاستقدام حتى غرقت فيه ولم تعد تستطيع سماع الانتقادات والملاحظات.! لقد عرفنا هذه الوزارة في عهد وزيرها الأستاذ / محمد الفايز فكانت جميع خطواتها مدروسة ،توجهها الخبرة، وكانت أعمالها حسب المثل الشعبي ( مد رجلك على قد لحافك ) فلم تدَّعِ المعجزات ولم تتحرك تحركات عشوائية لا تفضي إلى نتيجة ،ثم رأينا لها تحركاً مدروساً مع معالي المهندس النشط عادل محمد فقيه وكانت تحركاته تتسم بالذكاء والدهاء والمرونة والحكمة إلا أن فترة بقائه لم تطل حتى يتم تنفيذ جميع أفكاره ،لتبدأ الوزارة في حاضرها مرتبكة تسعى وراء الظهور الإعلامي ، بإنجازات وهمية عندما تفتش عنها لا تجدها إلا سراباً يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً . فمتى تراجع وزارة العمل خطواتها وأعمالها وتربطها بأرض الواقع !!؟ assas.ibrahim@yahoo.com