لبنان: «تحفظ» في طهران «فرمل» مبادرة ترشيح فرنجية للرئاسة

  • 12/27/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

لم تنجح المشاورات واتصالات المعايدة التي شهدتها الأيام القليلة الماضية بإحداث أي خرق يُذكر على صعيد الأزمة الرئاسية في لبنان، وبالتحديد بما خص المبادرة التي طرحها نهاية الشهر الماضي رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري وتبنى من خلالها وبشكل غير رسمي وعلني ترشيح رئيس تيار «المردة» المقرب من حزب الله والنظام السوري، النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. وفي حين يشيع كل من حزب الله و«التيار الوطني الحر» (الذي يتزعمه النائب ميشال عون رئيس كتلة «التغيير والإصلاح» البرلمانية)، منذ مدة، أجواء توحي بسقوط التسوية وانهيارها، يدفع فريق 14 آذار باتجاه إعادة إنعاش هذه التسوية لغياب أي خيارات أخرى تضع حدا للشغور الرئاسي المتمادي منذ مايو (أيار) 2014. وفي هذا السياق، قال وزير الصحة وائل أبو فاعور لـ«الشرق الأوسط» إن «المبادرة الرئاسية مستمرة، وهي الوحيدة حاليًا على الطاولة وتخضع للنقاش، علمًا بأن أي جديد لم يطرأ عليها». واعتبر أبو فاعور، عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» التي يرأسها الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط، أن المبادرة «بحاجة لمزيد من النقاش داخل فريقي 8 آذار و14 آذار، وبالتحديد بين حزب الله و«التيار الوطني الحر» من جهة، و«المردة» من جهة أخرى. كما بين الرئيس الحريري من جهة، ورئيس حزب «القوات» سمير جعجع من جهة أخرى، للوصول إلى التفاهم المنشود. وأضاف: «استؤنف النقاش أخيرًا بين جعجع والحريري لكن لا خرق يُذكر حتى الساعة». وإذ أكد أبو فاعور استمرار التغطية الإقليمية - الدولية للمبادرة الرئاسية، تحدث عن «تحفظ إيراني يعرقل السير بها»، لافتًا إلى أنه «لو كان هناك حماسة إيرانية بشأنها، لرأينا مشهدا مختلفا لدى قوى 8 آذار». والمعروف على نطاق واسع في بيروت، أن ترشيح الحريري لفرنجية أثار امتعاض عون الذي يتمسك بترشحه للرئاسة، وهو ما أدى لنسف علاقته برئيس «المردة». ولا يزال حزب الله يبذل جهودا لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، لكنه لم يفلح بتحقيق أي نتائج تُذكر حتى الساعة. من جهتها، أشارت النائبة بهية الحريري (من تيار «المستقبل») إلى أنه «خلال هذه الفترة استجدت أمور كثيرة بما يتعلق بالموضوع الرئاسي»، مؤكدة أن «مبادرة الرئيس الحريري ما زالت قائمة، وهي الوحيدة الموجودة». وقالت الحريري خلال استقبالها وفودا شعبية «نسأل الله أن يسهل الأمور من أجل ملء الشواغر، والأهم إنهاء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، لتعود عجلة الحياة إلى مفاصل البلد، ونفتح أبواب الأمل للناس». وإذ توقعت الحريري أن «تتحرك الأمور بعد عطلة الأعياد»، شددت على «أهمية متابعة المساعي لتصل المبادرة إلى خواتيمها». وأضافت: «حتى لو لم تصل لذلك، سنبقى نسعى لأنه لا يجوز أن يستمر هذا الشغور الذي بتنا نرى ونلمس انعكاساته السلبية على لبنان على أكثر من مستوى وصعيد». أما رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، فشدد على أن «انتخاب رئيس الجمهورية ينقذ لبنان من جهة، وينقذ بعض المعطلين من لعنة التاريخ»، مبديا خشيته من «خطر استمرار الشغور على وثيقة الوفاق الوطني التي تكفل المناصفة». ولقد حث سليمان خلال استقباله مهنئين بالأعياد على «ضرورة أن تبقى المصلحة اللبنانية فوق كل اعتبار، كونها أهم من أي مصلحة أو منفعة أو مكسب شخصي»، داعيا الجميع إلى «تحرير الرئاسة ولبنتها وعدم ربطها بأي ملف خارجي». وبدوره، قال النائب أنطوان سعد، عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي»، إن «المبادرة الرئاسية التي طرحها الرئيس سعد الحريري تعرضت لانتكاسة نتيجة لتقاطع مصالح البعض، لا سيما الذين يصرون على تمديد الفراغ الرئاسي». ورأى في حديث إذاعي أن «بعض القوى المسيحية المنوطة بالملف هي نفسها من يعرقل الاستحقاق من أجل مصالح شخصية، وسط رفض إيراني لكل المبادرات والتسويات في الوقت الراهن». ولفت سعد إلى أن «المرحلة التي نمر بها هي مرحلة رمادية، لكن التسوية تظل قائمة طالما النائب سليمان فرنجية مستمرا بحراكه».

مشاركة :