المحرس بكامل بهائها وموسيقاها المنبثقة من تلوينات شتى والمفعمة بهاء الدهشة بين الكلمات والزرقة في سماء صافية تحضن ضجيج البراءة الأولى لأطفال يلهون بالتلوين في هذه الأيام من كل عام وصولا الى الحلقة 34.. انها لعبة اللون في كون معولم يعج بالكائنات الهشة والتداعيات المريبة والنشاز في عوالم الفن لتبرز المحرس بهذا التلوين الصافي كل عام تقص فصولا أخرى من حكايات شجنها ونشيدها الدافئ.. هي المدينة الجميلة الماكثة قبالة البحر.. المحرس.. تخيرت عنوانا لافتا لصيفها المهرجاناتي لهذا العام 2022 ..انه الفن في تجلياته المتعددة تجاه ومن قبل فنانين تنسيين واجانب يقيمون بالخضراء حبا وهياما وتلوينا حياتيا باذخا لا يضاهى.. وهكذا تنتظم الدورة 34 للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس في الفترة من 04 الى 11 آب/اغسطس 2020 وفق حيز متنوع من الأنشطة التي عرف بها المهرجان مثل المنابر والشعر والجولات الثقافية والترفيهية والسياحية والمعارض واللقاءات الفكرية. وضمن عنوان الابداع في مجالات الجماليات ككل عام كما يحضر في الدورة ويشارك فيها عدد من الفنانين التشكيليين والنقاد حيث لقي المهرجان أصداءه العربية والدولية. لقد كانت تونس- المحرس مفردة تشكلية أخرى لابدّ منها.. هي أرض عمّار فرحات، الحبيب شبيل، نجيب بلخوجة، الخياشي والضحاك..عبد الرزاق الساحلي.. يوسف الرقيق وغيرهم، وكل الفنانين الذين أحبوها وهاموا بالظلال والنور فيها على غرار بول كلي الفنان العالمي...العنوان الكبير هو المحرس...المدينة.. والناس ...والذاكرة..المدينة الفنية تجهزت كما ينبغي للاحتفاء بفعاليات الدورة 44. هذه الدورة الجديدة للمهرجان تخصص جانبا من أنشطتها للمجالات الفنية والجمالية المعهودة للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية، الفعالية التي يشارك فيها عدد هام من الفنانين التشكيليين والنقاد ونشطاء الفن للتفاعل الابداعي ولتبادل الخبرات والتجارب الفنية واطلاق الحوار الفني والجمالي والثقافي عموما بين فنانين من مختلف جهات الأرض بما تمثله تونس وعبر تاريخها العريق من لقاء بين الثقافات والحضارات. هكذا هي المحرس... تدخلها فتأخذك الألوان والأجسام التشكيلية إلى واحة من خيال وعلى إيقاع البحر في هذا الصيف التونسي الجديد، يمرح الأطفال في حدائق المنتزه الذي تزينت أرجاؤه بأعمال رائقة فيها حركة الحصان في جموحه والبنت التي تصعد السلم لترسم شيئا في الهواء والباب المفتوح على شارع الناس. هذا المهرجان جعل من مدينة المحرس الصغيرة والواقعة على البحر، قلعة من قلاع الفن التشكيلي في هذا العالم المرتاب وسريع التغيرات والتحولات بل والذي يعيش على ايقاع الصراعات والحروب وما يتهدد البشرية، ولا سيما من عولمة تكاد تأتي على كل شيء قتلا للخصائص والهويات ومنها الثقافية. انها حدائق المحرس تبرز في أبهي حللها لتعانق العالم عبر عصارات التشكيليين العالميين الذين يفدون عليها من جغرافيا مختلفة. المشاركات في الدورة متنوعة ونجد رسامين وفنانين ونقادا وأحباء للفنون وهواتها كذلك..المحرس فسحة أخرى للفنون واللقاءات والتلوين المفتوح.
مشاركة :