العراق / الأناضول نظم آلاف من أنصار الإطار التنسيقي والتيار الصدري الشيعيين، الجمعة، تظاهرات مختلفة في عدة مدن عراقية بينها العاصمة بغداد. ويطالب أنصار الإطار التنسيقي باحترام مؤسسات الدولة ومنع الانفلات والفوضى والإخلال بالأمن والسلم المجتمعي، فيما يطالب التيار الصدري بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة. وبينما يواصل أتباع التيار الصدري اعتصامهم في المنطقة الخضراء منذ نحو أسبوعين، احتشد أنصار الإطار التنسيقي عصر اليوم في المساحة المفتوحة المقابلة للمنطقة الخضراء من جهة الجسر المعلق، استجابة لدعوة اللجنة المنظمة لتظاهرات "الدفاع عن الشرعية والحفاظ على مؤسسات الدولة" التابعة للإطار. كما تظاهر أنصار الإطار التنسيقي في البصرة والموصل، بحسب شهود عيان لمراسل الأناضول. ومنذ ساعات الصباح، فرضت القوات الأمنية إجراءات مشددة لإحكام السيطرة على الطرق والجسور المؤدية إلى المنطقة الخضراء، ووضع المزيد من الكتل الخراسانية عند بواباتها لمنع اقتحامها. ووفق ما نقله مراسل وكالة "شفق نيوز" المحلية الخاصة، رفع متظاهرو الإطار التنسيقي شعارات طالبت بتشكيل "حكومة خدمة وطنية تكافح الغلاء والبطالة وانعدام الكهرباء". وانطلقت تظاهرات قوى الإطار التنسيقي تحت شعار "تظاهرات دعم الشرعية والقانون" في إشارة إلى ما يرونه "انتهاكات التيار الصدري" سواء اقتحامهم مبنى البرلمان أو المنطقة الخضراء والاعتصام فيها وتعطيل جلسات مجلس النواب والمطالبة بحله خارج الأطر الدستورية المعمول بها في النظام السياسي بالعراق". وقالت اللجنة المنظمة لتظاهرات "الإطار التنسيقي"، في بيان، إن "الاعتصام مفتوح لحين تحقيق المطالب"، دون أن تحدد مكان الاعتصام، فيما أعلنت انتهاء تظاهرات اليوم. وطالبت بالإسراع في "تشكيل حكومة خدمية وطنية كاملة الصلاحيات وفق السياقات الدستورية، لإعادة هيبة الدولة ومعالجة مشاكل المواطن العراقي". ودعا البيان الذي حمل عنوان "الشعب يحمي الدولة" القوى السياسية الكردية خصوصا، إلى "التعجيل في حسم مرشحها لرئاسة الجمهورية، وتكليف مرشح الإطار لرئاسة الوزراء بتشكيل الحكومة الجديدة". كما طالبت اللجنة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بـ "إنهاء تعليق العمل، والتحرك الفاعل من أجل إخلاء المجلس (من أنصار التيار الصدري المعتصمين داخله) وتفعيل عمله التشريعي والرقابي". في المقابل، تظاهر أنصار التيار الصدري في عدد من المحافظات وداخل المنطقة الخضراء، فيما تظاهر أنصار "الحزب الشيوعي" والقوى المدنية في ساحة الفردوس وسط بغداد. وأظهرت تسجيلات وصور نقلتها منصات إعلامية تابعة للتيار الصدري، متظاهرين يرفعون أعلاما عراقية وصورا لرئيس التيار، قالت تلك المنصات إنها لمتظاهري محافظات البصرة وذي قار وميسان (جنوب) وديالى (شرق). يأتي التصعيد المتبادل بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري في أجواء من دعوات مكثفة من قيادات سياسية ودول عدة تدعو العراقيين إلى التهدئة وعدم التصعيد واللجوء إلى الحوار بين الفرقاء باعتباره السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة التي تتخوف قوى محلية وإقليمية ودولية من مخاطر الانزلاق نحو الفوضى. وتظاهرات اليوم هي الثانية من نوعها التي يحشد لها التيار الصدري ومنافسه الإطار التنسيقي منذ اقتحام أتباع التيار المنطقة الخضراء في 30 يوليو/ تموز الماضي، احتجاجا على ترشيح الإطار محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء. والسوداني مقرّب من إيران ويصفه قياديو التيار الصدري بأنه "ظل" رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، وسبق أن تولى مناصب حكومية، بينما يدعو التيار وقوى عراقية أخرى إلى اختيار شخصية لم تتقلد أي مناصب. ومنذ نحو عشرة أشهر، تشهد عملية تشكيل الحكومة حالة من الانسداد السياسي، بسبب تمسك التيار الصدري ببرنامج الاغلبية الوطنية، بينما يحاول الإطار التنسيقي البقاء في حالة الأغلبية الشيعية وضمان حقوق "المكون الأكبر". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :