انطلقت مساء اليوم (الإثنين) بالعراق تظاهرات لأنصار الإطار التنسيقي الشيعي وأخرى لمناصري التيار الصدري، الذي يعتصم المئات من أنصاره لليوم الثالث على التوالي في البرلمان العراقي، وسط إجراءات أمنية مشددة. وتظاهر الآلاف من أنصار الإطار التنسيقي، الذي يضم معظم الأحزاب والقوى الشيعية، أمام البوابة الجنوبية للمنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد المعروفة ببوابة الجسر المعلق، وفق مصدر من قيادة عمليات بغداد. وقال المصدر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن هذه البوابة المنصوبة في مدخل الجسر المعلق من جهة منطقة الكرداة تفصل بين المتظاهرين والجسر المؤدي إلى المنطقة الخضراء. وأضاف أن المتظاهرين أسقطوا الكتل الكونكريتية التي وضعتها القوات الأمنية في الطريق المؤدي إلى بوابة المنطقة الخضراء، فيما استخدمت قوات مكافحة الشغب خراطيم المياه لمنع تقدم المتظاهرين باتجاه البوابة الرئيسية. وأكد أن المتظاهرين لم يتمكنوا حتى الآن من اقتحام البوابة وأن القوات الأمنية تتواجد في هذه المنطقة بكثافة لمنع حدوث أي خرق أمني. وردد المتظاهرون شعارات "نعم نعم للدستور" و"نعم نعم للشرعية"، ورفعوا لافتات تطالب بالمحافظة على مؤسسات الدولة ودوائرها. وتأتي هذه التظاهرة بدعوة من اللجنة التنظيمية لدعم الشرعية التابعة للإطار التنسيقي الشيعي في ساعة متأخرة من الليلة الماضية للتظاهر على أسوار المنطقة الخضراء. وقالت اللجنة في بيان "ندعو أبناء شعبنا العراقي بكافة أطيافهم وفعالياتهم العشائرية والأكاديمية والثقافية إلى أن يهبوا للتظاهر سلميا للدفاع عن دولتهم (..) بعد التطورات الأخيرة التي تنذر بالتخطيط لانقلاب مشبوه واختطاف للدولة وإلغاء شرعيتها وإهانة مؤسساتها الدستورية وإلغاء العملية الديمقراطية". وأوضح البيان أن موعد المظاهرات سيكون في الساعة الخامسة من عصر اليوم بالتوقيت المحلي على أسوار المنطقة الخضراء وسط بغداد. في المقابل، انطلقت مساء اليوم تظاهرات لأنصار التيار الصدري في عدة محافظات وسط وجنوب العراق تلبية لدعوة وجهها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، أمس إلى العراقيين لدعم المتظاهرين المعتصمين في البرلمان. وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية لـ (شينخوا) إن تظاهرات أنصار التيار الصدري انطلقت حوالي الساعة الخامسة مساء اليوم في محافظات بابل والبصرة والمثنى وكربلاء والناصرية وميسان والديوانية وديالى وسط وجنوب العراق وسط إجراءات أمنية مشددة. وأكد أن التظاهرات تجري حتى الآن بشكل طبيعي ولم تحدث أي احتكاكات بين القوات الأمنية والمتظاهرين. والأحد دعا الصدر في تغريدة جميع العراقيين إلى مناصرة من وصفهم بـ"الثائرين للإصلاح (..) لا تحت لوائي وقيادتي بل تحت لواء العراق وقرار الشعب". وتتزامن هذه التظاهرات من أنصار الطرفين المتنافسين مع استمرار اعتصام مئات المتظاهرين من مناصري التيار الصدري لليوم الثالث على التوالي داخل مبنى مجلس النواب العراقي. ويطالب المعتصمون في البرلمان بمحاكمة الفاسدين وإسقاط محمد شياع السوداني مرشح الإطار التنسيقي الشيعي للحكومة المقبلة وتشكيل حكومة أغلبية وطنية وإسقاط المحاصصة الطائفية. وقبيل تظاهرات اليوم دعا زعيم تحالف (الفتح) هادي العامري، في وقت سابق اليوم التيار الصدري وقوى الإطار التنسيقي إلى ضبط النفس والدخول في حوار جاد للتوصل إلى حلول للأزمة الراهنة. وعلى خلفية هذه الأحداث، دعت الرئاسات العراقية الثلاث، الجمهورية والحكومة والبرلمان، والعديد من الأحزاب والقوى السياسية إلى ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار لمنع انزلاق البلاد إلى ما لاتحمد عقباه. وكان مئات المتظاهرين من أتباع مقتدى الصدر اقتحموا يوم الأربعاء الماضي، مقر البرلمان احتجاجا على ترشيح الإطار التنسيقي لمحمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة الجديدة. ودخل العراق في انسداد سياسي منذ عدة أشهر بعد انتخابات برلمانية جرت في العاشر من أكتوبر الماضي، وفازت بالمركز الأول فيها الكتلة الصدرية التي أعلن زعيمها مقتدى الصدر عزمه على تشكيل حكومة "أغلبية وطنية". وتحالف الصدر مع تحالف (السيادة) السني والحزب الديمقراطي الكردستاني وشكل تحالف (إنقاذ وطن)، لكنه فشل في تحقيق نصاب ثلثي أعضاء البرلمان (220 عضوا) لانتخاب رئيس الجمهورية نتيجة معارضة (الإطار التنسيقي) للصدر وإصراره على تشكيل "حكومة توافقية" يشارك فيها الجميع.
مشاركة :