لا غرو إن اعتبرت الإحصائيات السعودية من أكثر دول العالم إنفاقا على قصور الأفراح وقاعات الفنادق، إذ يقدر حجمها بالملايين، أي كأن المستثمر أضاف دخلا أجنبياً للبلاد، واستحق عليه الامتياز. وأوجدت الفنادق إدارات جديدة مخملية ومترفة سموها إدارة المناسبات الراقية، وذلك لكي يبتعد من لم يحمل ميزة "راقي"، ويقترب منهم كل الراقين. ودعا بعض المهتمين إلى حل أزمات كهذه بإقامة مشروع قاعة الافراح والمناسبات الصغيرة، وهو مشروع مربح لمن يمكن العمل به، والهدف من المشروع هو عمل دار مناسبات تقام فيها جميع المناسبات مثل حفلات التخرج وحفلات النجاح وكثير من المناسبات التي لا يستحسن اقامتها بالمنزل، بالاضافة الى الافراح والاعراس؛ حيث يكون إيجار هذه القاعة مناسبا لشريحة كبيرة من المجتمع مع انني أشجع اقامة مناسباتهم الخاصة في المنزل. في نهايات القرن الماضي كان شارع المتنبي في الرياض مركزا لإقامة الأعراس، بفرش نافذ أو نافذين وسحب التيار اللازم لعقود الإضاءة من منازل "أهل الفزعة". والآن، عندما تقترب مناسبة زواج يبدأ الأهل بالاستعداد وتقترب حالتهم من "حالة طوارئ"، وتشهد الاطراف العائلية تطورات نفسية، و"تقنية" أيضا، وذلك أثناء البحث عن الفنادق والصالات الفخمة.. بقدر الامكان. وتبدأ النساء - قبل الرجال - في خلق المواصفات التي قد لا تزيد من الفرحة بالزواج بقدر ما تخلقه من الفوضى الرثة.. والمزيد من التوتر والأزمات. وأنا بصدد تشجيع إقامة صالات للافراح تكون أسعارها في متناول الناس. لكن الذي يجعلني في شك مما أدعو إليه ألا يتنازل المتباهون.. واستئجار تلك الصالات حتى لا يعرضوا "سمعتهم" للقال والقيل، حتى ولو اضطروا إلى الاستدانة. وهذا مرض لم يكن موجوداً في بلادنا إلا بعد النعمة الأخيرة فاللهم لا تحرمنا منها ووفقنا للحفاظ عليها. لا أعلم بلداً فيه "صالات افراح". نعم توجد فنادق مترفة في عواصم البلاد المجاورة، لكنها لا تجد الاقبال إلا من نخبة قليلة. دعونا من هذا كله. وأسأل هل سمعتم عن أعراس خرافية في الغرب؟ أو عبارة "عرس القرن" التي نراها دائماً في صحافتنا؟ أعتقد أن بعض الاثرياء بهذا يساعدون على إنماء التوتر الاجتماعي. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :