أقول إنه لم يبنِ جسراً فولاذياً بينه وبين من عملوا معه من صحفيين وكتّاب ومحررين وراسمي كاريكاتور، لكنه أيضاً حافظ على شعرة معاوية بينه وبين مالكي الأسهم في مؤسسة اليمامة الصحفية. أعنى بقولي زميلنا الأستاذ تركي بن عبدالله السديري رئيس التحرير المستقيل. كنا نسميه (أبو هند)، هذا أيام كانت الجريدة تعمل من عماير الدغيثر في البطحاء، وتُطبع في شارع المرقب في مطابع أهلية، يجري التنضيد الحرفي فيها بالرصاص. بدأتُ التعاون مع جريدة الرياض من العدد (200) مئتين،، وكنتُ أختار مواضيع من المجلات الأجنبية (تايم ونيوزويك والتايم اللندية) منذ العام 1969 م. كنتُ أُترجمها وأسلمها إلى رئيس التحرير آنذاك الأستاذ عمران المحمد العمران. وعهدتْ لي المؤسسة الإشراف على نشرة (رياض ديلي)، بموافقة كتابية من وزارة الإعلام، كنا نُعدها لاهتمام الجاليات غير العربية وللسفارات الأجنبية، وتحتوي على الجديد من الأنظمة الصادرة والمراسيم والتعيينات والمشروعات الجديدة والمناسبات الوطنية وتُطبع على الآلة الكاتبة والأستنسل. وأعطتني التجربة مهارة في تولّي صفحة المحليات، عندما صدرت المطبوعة كصيحفة يومية، وكنتُ أكتب زاوية ثلاث مرات في الأسبوع بالإنجليزية عن المملكة وتاريخها تُراثا وثقافة وكان اسم الزاوية (Local Touch). في الثمانينات الميلادية كنتُ أكتب في جريدة (المدينة) زاوية اسمها (مرايا) وهي أيضاً عن التراث والثقافة والمعجميات. وذات مساء، وبينما نحن في المقر الواقع في الملز قال لى الزميل تركي إن ثمة تضارباً يقع في عملك بمطبوعة أُخرى والأحرى بك (بي) أن تمد جريدة الرياض بما لديك. تلك الثقة والتقدير من زميل قديم أوصلتني إلى كاتب متفرّغ منذ عام 88م. أقول إنني خلال تلك السنين والتجارب الكتابية انجذبتُ إلى الشخصية العملية للزميل تركي، وأجزم أن أحد الأسباب هو أنه لا يفرض على المحيطين به رأياً بعينه، لكنه يُحاسب المُخطئ. أعود إلى "شعرة معاوية" التي أتيت عليها في أول المقال. فعندما طلبتُ – بحكم طول عملي مع المؤسسة – منه أن يتوسط لدى مجلس الإدارة، لي كي أحصل على سهم عضوية المؤسسة، قال ما معناه إن مجلس الإدارة هو الذي يُقرر رغبته في إدخال أعضاء جدد. وعند ذلك سآخذ ضمك بعين الاعتبار أسوة بمجموعة من انضمّوا. وآخر ما قلتُ له عن الموضوع، ولعلمي بشوقه للشعر الشعبي قولاً لشاعر مُجيد: - إلى هالحين اداعي بالفرايض وارجي الانفال. من اللي يبْدعْ المعروف وامجار (ن) عن الخيبه. ظني أن الزميل تركي لن يبتعد. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :