تواصِل سفن الخشب مهمتها القديمة في المياه القطرية، جاذبة أعين السياح للتاريخ المتجدد. ورغم تطور الصناعة الآلية في العصر الحديث، تستمر صناعة السفن التراثية بالاعتماد على العمالة اليدوية الماهرة، في تقليد يحقق الأصالة والإبهار ويمتد بجذوره التاريخية لإرث الأجداد. وتستقطب الخلجان والموانئ التي ترسو فيها سفن تراثية تنطلق عبرها جولات بحرية السيّاح من كل أنحاء العالم، للتعرف عن قرب على مشهد حضاري لم تهمله الأجيال الجديدة. وللحفاظ على الموروث الحضاري المحلي، أولت قطر اهتماما خاصا بصناعة السفن والقوارب الخشبية التي كانت موردا رئيسيا لكسب عيش المواطنين لفترات طويلة، حين كان صيد اللؤلؤ الحرفة الطاغية في دول الخليج الساحلية قبل عصر النفط والغاز. ويظهر دعم الدولة لهذه الصناعة المحلية من خلال توفير مساعدات عينية سنوية لملاك السفن الخشبية الخاصة، بجانب دعم ورش الصيانة في الموانئ. وتسعى الورش المتخصصة للإبقاء على الهوية التاريخية خلال عمليات التجديد، خاصة في ما يتعلق بسفن مثل “الجلبوت” و”السنبوك” و”الشوعي”. وتُجلب أخشاب السفن التراثية من الهند، وتتميز بارتفاع أثمانها وقدرتها على الصمود أمام ملوحة البحر لسنوات.
مشاركة :