•• بالرغم من مسحة التفاؤل التي تركتها أرقام الميزانية الجديدة في نفوسنا.. إلا أن ما يجب ان نعترف به هو أن عام 2016م.. يمثل اختباراً حقيقياً بالنسبة لنا كحكومة.. وكشعب.. •• اختبار لمدى الصبر والتحمل اللذين ينبغي أن يتحلى بهما الجميع.. •• واختبار قوي لمدى قدرة أجهزة الدولة على تنفيذ برنامج الإصلاحات الاقتصادية الذي تحدث عنه الملك عند افتتاح جلسة الإعلان عن الميزانية الاثنين الماضي.. بالكفاءة العالية والمطلوبة.. وبالنجاح الذي يجب تحقيقه وبالحد الأدنى من الآثار السلبية أيضاً.. •• واختبار حقيقي لدور مساهمة القطاع الخاص بتقديم المصلحة العليا للوطن على كل ما عداها.. ومضاعفة العوائد المرتقبة من وراء أنشطة واستثمارات هذا القطاع ومساهماته. •• والحقيقة أن الميزانية المعلنة تشكل تحدياً كبيراً للجميع ولا يمكن الوفاء بها.. إلا بمزيد من الجدية.. والإنتاج ومضاعفة مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي.. وبارتفاع مستوى الأداء الحكومي ومضاعفة أوجه الرقابة والحد من الإهدار بكل أشكاله وصوره.. •• فقد حرصت الدولة على أن تستمر في سياسة الإنفاق رغم تراجع العوائد النفطية.. وتزايد الأخطار المحدقة بالمنطقة والعالم بدليل أن حجم الانفاق المتوقع خلال العام المالي الجديد بلغ (840) مليار ريال.. بفارق (135) مليار ريال فقط عن العام السابق 2015م. •• وهذا يعني أن الدولة تضع نفسها امام تحدٍ غير مسبوق وبالذات إذا هبطت أسعار النفط عن المعدل المتوقع وهو (26) دولاراً للبرميل الواحد.. •• لكن توجه الدولة خلال السنة الجديدة نحو مضاعفة العوائد المتحققة من غير مورد النفط.. يفرض على الجميع دولة وشعباً أن نقبل هذا التحدي وأن نترجمه إلى انجازات حقيقية على الأرض حتى لا يتجاوز حجم العجز المبلغ المقدر في الميزانية وهو (326) مليار ريال.. فيما بلغت نسبة الدين العام (5%) وهي نسبة معقولة جداً.. •• نحن إذاً أمام تحديات عديدة مع النفس.. وكذلك مع القدرة والكفاءة وعلينا أن نرتقي – جميعاً – إلى مستوى المسؤولية.. وأن نتفهم أننا نمر بمرحلة شد الأحزمة.. وعلينا أن نغلق الأبواب أمام كل التجاوزات.. وأن نقدم من التضحية الشيء الكثير حتى تتحقق الأهداف المرسومة بالدقة المطلوبة.. •• كما أننا نقف أمام سنة عمل مضنٍ.. وإنتاج متواصل.. جنباً إلى جنب مضاعفة الجهود لضرب الفساد ومنع التجاوزات ووضع كل ريال في مكانه الصحيح.. وبالتالي مراجعة أو التوقف عن أي وجه انفاق لا ضرورة له ولا حاجة ملحة إليه.. وعدم الاقدام على أي خطوة إلا بحسابات دقيقة منعا للاستنزاف.. وتجنباً لحالة الارتباك التي قد تتعرض لها أولوياتنا.. •• ولا شك أننا جميعاً مسؤولون أمام الله.. ثم أمام الملك المهموم بنا.. والمتحمل لأعباء إعادة الكرامة العربية وتجنيب المنطقة أي أخطار جديدة تتهدد السلامة العامة وتضر بالأوطان. •• ولا أظن أن مواطناً واحداً تابع أرقام الميزانية وتوجهات سياسات الانفاق وخطط وبرامج تنمية الإيرادات التي سيتم تنفيذها.. لا أظن أننا جميعاً لم نستشعر الوضع الدقيق الذي نمر به.. ويتطلب منا حداً أعلى من التكاتف والتفهم.. والعمل المتواصل لكي نحافظ على أمان بلادنا.. واستقرارها.. واستمرارية عجلة التقدم فيها.. وتحدي الصعاب الشديدة التي ستواجهنا. •• ونسأله تعالى أن يعين الجميع على عبور هذه المرحلة الدقيقة.. وعدم الالتفات لكل ما يثار ويتردد من قبل الأعداء والمرجفين.. لأن الهدف من وراء كل ذلك هو شغلنا عن المضي في بناء وطننا وتأمين سلامته.. قاتلهم الله أنى يؤفكون. ضمير مستتر: •• تنجح الشعوب في التغلب على الصعوبات التي تواجهها بالعمل ثم العمل ثم العمل وقوة الإرادة..
مشاركة :