•• لديَّ مفهوم مختلف لمصطلح "التحول" الذي نتجه إليه الآن.. ونهدف من خلال تبنيه.. والسير فيه.. إلى إحداث تغيير نوعي في حياتنا.. ويتوقع الإعلان عنه اليوم. •• التحول الذي أتحدث عنه.. وأعتقد أن الأمير محمد بن سلمان ينشده.. يبدأ بالتغيير النوعي الملموس في التفكير.. والتخطيط.. مروراً بالسلوك العام.. واستغلال الوقت.. وزيادة الإحساس بالمسؤولية.. وصولاً إلى التنفيذ الأمين والمتقن وارتفاع معدل الإنتاج العام للفرد والمجتمع والدولة على حد سواء.. •• ذلك هو التحول الشامل الذي نفتقده ونحتاج إليه ويجب أن نحققه.. مع ضمان الحد الأعلى من النزاهة وعفاف النفس.. ونظافة اليد.. والأمانة.. والحفاظ على المال العام.. وصحوة الضمير.. والوصول بالولاء إلى أعلى درجاته.. وصدق الانتماء للوطن.. والعدالة وتساوي الحقوق بين المواطنين بصرف النظر عن أعراقهم ومذاهبهم.. مع ضمان الحد الأعلى من المواطنة الصادقة وإعلاء شأن الوطن واحترام حقوق الدولة علينا.. •• صحيح أن التحول الاقتصادي مهم للغاية لتحقيق النقلة المطلوبة في تغير أنماط الحياة وارتفاع معدلات التنمية وتحقيق المكاسب الوفيرة للدولة والأفراد.. •• لكن ما أعرفه هو.. أن تحقيق تغيير نوعي في هذا المجال مرتبط إلى حد كبير بتغير الثقافة المجتمعية والتفكير العام والسلوك الفردي.. بالإضافة إلى تحسين مستوى الإدارة بتطبيق الأسس والقواعد والنظريات الحديثة سواء في الهيكلة والتنظيم أو في الفكر الإداري والتخلص من الأنظمة والقوانين المعيقة ومن الروتين البليد والمخل.. وتوفير أعلى مستويات الرقابة والمحاسبة والبتر لعوامل الشلل الإداري.. والأساليب الملتوية.. وتغليب المصالح الفردية على المصلحة الوطنية العليا.. والاهتمام بمصالح الناس.. وسد جميع الطرق والأبواب التي ينفذ منها الفساد.. وفي مقدمة أنواع الفساد "الرشاوى" و"العمولات" السرية.. والعمل من تحت الطاولة بعد سن نظام مانع وجامع لتبرئة الذمم.. وحفظ أموال الدولة والمواطن على حد سواء.. •• كما يعني التحول بالنسبة لي.. تخليص المجتمع من ظواهر التشدد في التفكير.. وإعلاء ثقافة احترام الآخر.. ونشر ثقافة التعايش بين البشر.. وتجريم كل عمل يضر بالوحدة الوطنية.. وتماسك المجتمع.. ويتعدى على مسؤولية الدولة القوية حفاظاً على الكيان وتأميناً للحد الأعلى من الاستقرار الذي تعودناه في بلادنا وظهر من بيننا من يعمل على الإخلال به.. أو يعرضه للاهتزاز تحت أي مبرر كان.. •• ولا شك أن وجود توجه كهذا.. مطمئن في حد ذاته.. وان كان بحاجة إلى التفاف الجميع حوله وتصفية كل ما له علاقة بالخلط بين الاستقرار والاسترخاء والتواكل والاعتماد المطلق على الدولة ومحدودية المشاركة وصنع الأفضل من قبل الفرد.. وهو ما نحتاج لتغييره بأن يشعر المواطن بأنه شريك حقيقي في كل ما له علاقه بالوطن من خلال دمجه أكثر في تحمل المسؤولية ومنحه الحق في المحاسبة والمساءلة من خلال القنوات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني على حد سواء.. •• وفي ظني أن ذلك هو ما تعمل عليه الدولة الآن بصدق.. وان علينا أن نتجاوب معها إلى أبعد الحدود أيضاً. *** •• ضمير مستتر: •• (الدولة وحدها لا تصنع التقدم لشعوبها.. والشعوب الحية التي تخلص لأوطانها تعطيها كل شيء.. بالتنازل عن مصالحها ومفاهيمها الضيقة لصالح المصلحة العليا لهذه الأوطان).
مشاركة :