الكويت - ترخي الأزمة السياسية في العراق الذي يتوسط بين السعودية وإيران لتهدئة التوتر واستئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ العام 2016، بظلال ثقيلة على جهود الوساطة بين طهران والرياض، بينما دفعت بغداد قبل تصاعد الخلاف بين التيار الصدري وخصومه من قوى الإطار التنسيقي، إلى عقد لقاء مباشر بين وزيري خارجية البلدين السعودي الأمير فيصل بن فرحان والإيراني حسين أمير عبداللهيان. وقال سفير إيران لدى الكويت محمد إيراني في تصريحات منشورة أكدتها السفارة الكويتية اليوم الأربعاء، إن عقد جولة سادسة من المحادثات بين السعودية وإيران في بغداد سيتم عندما تكون الظروف مواتية في العراق. وثمة توترات كامنة بين السعودية وإيران منذ عشرات السنين وقطعت الرياض العلاقات الدبلوماسية مع طهران في 2016 على اثر محاولة محتجين على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر بعد إدانته في قضايا إرهاب، حرق سفارة المملكة في العاصمة الإيرانية وقنصليتها في مدينة مشهد. لكن القوتين الإقليميتين بدأتا في العام الماضي محادثات مباشرة في محاولة لتحسين العلاقات بوساطة من العراق الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع كل منهما. واستضافت بغداد خمس جولات من المحادثات حتى الآن كان آخرها في أبريل/نيسان. وقال السفير الإيراني لدى الكويت لصحيفة 'الرأي' إنه كان من المقرر عقد جولة جديدة من المحادثات الشهر الماضي، لكنها تأجلت بسبب "التطورات الأخيرة في العراق" الذي يواجه أزمة سياسية حالت دون تشكيل الحكومة. وقال إيراني "هناك اتفاق على استئناف المباحثات بجولة سادسة، لكن علينا انتظار دعوة عراقية بعد الأحداث الجارية في العراق"، مضيفا أن المحادثات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لعقد اجتماع مباشر بين وزيري خارجية السعودية وإيران. وبدأت السعودية، التي قطعت العلاقات مع إيران في 2016، المحادثات المباشرة العام الماضي في الوقت الذي تعمل فيه القوى العالمية على إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران. وتطالب الرياض وحلفاؤها الخليجيون بأن يعالج أي اتفاق نووي مخاوفهم الأمنية في ما يتعلق ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وشبكة الوكلاء الإقليميين. وبرز العراق كوسيط في الأزمة بين جاريه في جهود يقودها رئيس الوزراء العراق مصطفى الكاظمي الذي زار في الفترة القليلة الماضية كلا من الرياض وطهران. والتقى الكاظمي بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وبحث معه عدة قضايا إقليمية ودولية وسبل تعزيز العلاقات السعودية العراقية، لكن تنشيط جهود المصالحة بين إيران والسعودية كانت على رأس أولويات الزيارة. وانتقل من جدة إلى إيران حيث أجرى حينها مباحثات مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تعلقت بملف تهدئة التوترات والترتيب لجولة مباحثات سعودية إيرانية. وفي ظل حالة الجمود السياسي في العراق وتفاقم التوتر بين قوى الإطار التنسيقي والتيار الصدري لم يعد من الممكن الترتيب لجولة سادسة من المحادثات السعودية الإيرانية. وفي دلالة على حدة الأزمة ومؤشرات على احتمال انزلاق الوضع إلى صدام مسلحة بين شيعة العراق، اضطر الكاظمي أمس الثلاثاء إلى قطع زيارته إلى مصر بعد أن حاصر الصدريون مبنى مجلس القضاء الأعلى قبل أن ينسحبوا مساء بدعوة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
مشاركة :